من الظهر ، قال : «تسبّح الله وتحمد الله وتستغفر لذنبك ، وإن شئت فاتحة الكتاب فإنّها تحميد ودعاء» (١).
ويدلّ عليه أيضا إطلاق لفظ ذكر الله في الأخبار ، أو التسبيح ، أو أمثالهما كما ستعرف بعضا منه ، وأيضا ورد في بعض الأخبار «تقول : سبحان الله سبحان الله سبحان الله» (٢).
وأمّا النحو الذي أشرنا إليه ، فهو كون مقداره مقدار الحمد أو ما يقاربه ، لقاعدة البدليّة التي عرفتها مكرّرا في مبحث كيفيّة التيمّم وخطبة صلاة الجمعة ، وغير ذلك ، ومنها وجوب الإخفات في التسبيح هنا ، كما سيجيء.
مضافا إلى ظهوره في المقام من بعض الأخبار ، مثل صحيحة عبيد بن زرارة السابقة ، فإنّ الظاهر منها كون التسبيح والتحميد والاستغفار بمقدار الحمد أو قريبا منه ، إذ باختيار (٣) الفاتحة لا شكّ لأحد في وجوب قراءة المجموع ، بحيث لا يشذّ منه حرف أو إعراب ونحوه.
وظاهرها كون المطلوب في الأخيرتين هو التسبيح والتحميد ـ مثلا ـ فقط ، وإن شئت أتيت بها في قالب الحمد ، لأنّه تحميد ودعاء ، فيظهر منه كونه مقدار قالب الحمد تقريبا ، وأنّه لا يكفي «الحمد لله» مرّة ، أو «سبحان الله» كذلك ، وهكذا.
بل لا شكّ في عدم كفايته وأنّه أزيد جزما ، فلم يبق إلّا ما ذكرنا ، لعدم معيّن ومرجّح ، ومثله الأخبار التي بمضمونه ، مع أنّه لو كان التسبيح القليل كافيا لكان يكفي آية من الحمد أو آيتان مثلا ولما كان الحمد بأجمعه واجبا.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٩٨ الحديث ٣٦٨ ، الاستبصار : ١ / ٣٢١ الحديث ١١٩٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٠٧ الحديث ٧٤٦٧.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٥٤ الحديث ١١٥٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٠٩ الحديث ٧٤٧٣.
(٣) في (ك) زيادة : المكلّف.