نعم ، يعدّ حديثه صحيحا ، ومثل هذا لا يعارض ما هو صحيح وثّق جميع سلسلة سنده ، مثل صحيحة الحلبي السابقة (١) ، وصحيحة زرارة الآتية (٢) ، وغيرهما من الصحاح وممّا هو حجّة عند الكلّ في الجملة ، كما مرّ.
مع أنّ زرارة راوي هذه الرواية روى ما يضادّها بطريق أصحّ منها ، وروى غير زرارة أيضا من الأجلّة ما يضادّها ، كلّ واحد منهم بطريق أصحّ ، أو عمل الأكثر بل لو لم نقل الكلّ.
وبالجملة ، ظهر لك أنّ الظاهر من الأخبار إجزاء مطلق الذكر على حسب ما عرفت ، إلّا أن يوجّه بأنّ المراد إجزاء أربع تسبيحات مطلقا ، مثل «سبحان الله». إلى آخره ، بأن لا يكون لخصوص الهيئة المذكورة مدخليّة ، بل هي من باب المثال ، فحينئذ لا يكون حجّة للمفيد ومن تبعه (٣).
ومع ذلك يعارضها ما دلّ على إجزاء ثلاث تسبيحات ممّا هو أصحّ منها سندا وأظهر دلالة ، وهي صحيحة الحلبي (٤).
وأمّا السند فظاهر ، وأمّا الدلالة فلأنّه لا يظهر منها ظهورا تامّا وجوب الهيئة المذكورة ، لو لم نقل بأنّه يظهر منها أعمّ من ذلك ، فتأمّل جدّا.
هذا كلّه ، مع معارضتها لما عرفت ممّا دلّ على وجوب أزيد من أربع تسبيحات ، ممّا مرّ وسيجيء ، فكما ظهر من الأدلّة أنّ خصوصيّة هذه الصورة غير مراد في أقلّ الإجزاء ، يحتمل أيضا أن يكون خصوصيّة هذا المقدار غير مراد أيضا.
وبالجملة ، الرواية التي ظهر من الأدلّة عدم بقائها على ظاهرها البتّة ، لا يبقى
__________________
(١) مرّ آنفا.
(٢) وسائل الشيعة : ٦ / ١٢٢ الحديث ٧٥٠٩.
(٣) راجع! الصفحة : ٢٥٢ و٢٥٣ من هذا الكتاب.
(٤) وسائل الشيعة : ٦ / ١٢٤ الحديث ٧٥١٥.