ويحذرون توهّم الوجوب والحرمة ، حتّى كانوا يتركون العبادة ، كيلا يلتزم الامّة تلك العبادة ، كما ورد في صوم عرفة وغيره (١).
والامّة أيضا في هيئة العبادة كانوا يقتصرون على ما يرون من أفعال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ، لعدم محيصهم عن ذلك البتّة ، لكونها توقيفيّة.
ويشير إليه ما ورد في الحجّ مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيره ، مع أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لهم : «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» (٢) وغيره ، والله أمر باتّباعه ، واتّباع الأئمّة عليهمالسلام على سبيل الوجوب ، كما يظهر من الآية (٣) ، والأخبار المتواترة (٤) ، إلى غير ذلك ممّا ذكرنا ، مع مبالغتهم عليهالسلام في تخفيف الإمام ، وكون صلاته صلاة أضعف من خلفه (٥).
ومع جميع ذلك ما تركوا السورة بالمرّة ، ولو تركوا لشاع بمقتضى العادة ، كما مرّ.
ومرّ أيضا أنّ عادتهم عليهمالسلام المستمرّة كانت قراءة سورة ، كذا في الظهر وكذا في العصر ، وهكذا إلى الصبح ، وكذا يوم الجمعة ، وغيره على ما نطقت به الأخبار (٦) ، حتّى ظهر على الفقيه من الشيعة كون السورة مساوية للحمد ، إلى أن سأل : أيّهما أحبّ إليك ترك الحمد أو السورة؟ (٧) إذا لم يمكن جمعهما.
__________________
(١) انظر! وسائل الشيعة : ١٠ / ٤٦٤ الباب ٢٣ من أبواب الصوم المندوب.
(٢) عوالي اللآلي : ١ / ١٩٨ الحديث ٨.
(٣) النساء (٤) : ٥٩.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ٧٧ الباب ٨ من أبواب صفات القاضي.
(٥) وسائل الشيعة : ٨ / ٤١٩ الباب ٦٩ من أبواب صلاة الجماعة.
(٦) انظر! وسائل الشيعة : ٦ / ١١٢ الباب ٤٥ ، ١١٤ الباب ٤٧ ، ١١٦ الباب ٤٨ ، ١٢١ الباب ٥٠ ، ١٥٤ الباب ٧٠ من أبواب القراءة في الصلاة.
(٧) الاستبصار : ١ / ٣١٠ الحديث ١١٥٢ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٧ الحديث ٧٢٨٠.