وليس في سندها من يتوقّف فيه سوى محمّد بن عبد الحميد ، وما استثناه القميّون من «نوادر الحكمة» (١) ، مع نهاية كثرة رواية صاحبه عنه.
وهذا دليل كمال الوثوق والاعتماد عليه ، والعلّامة يعدّ الحديث المشتمل عليه من الصّحاح ، وعدّ طريق الصدوق إلى منصور بن حازم من الصحاح (٢) ، ومنصور بن حازم هو راوي هذه الرواية.
وخالي العلّامة رحمهالله حكم بتوثيقه وتوثيق أبيه (٣) ، والنجاشي وثّق توثيقا احتمل كونه للابن أو لأبيه (٤).
والكشّي ذكره محمّد بن سالم بن عبد الحميد ، وحكم بكونه فطحيّا ، ومن أجلّة العلماء والفقهاء والعدول (٥) ، ولاحظ ما ذكرناه فيه (٦).
مع أنّ هذه الرواية بعينها عن صاحب «نوادر الحكمة» وغير مستثنى ، مع أنّ «الكافي» نقلها ، فهي من القطعيّات عنده.
هذا ، مع انجبارها بجوابر اخر من الإجماع وغيره.
وأمّا الدلالة ، فالنهي حقيقة في الحرمة ، والحمل على الكراهة خلاف الأصل والظاهر ، مع أنّه لا يمكن لأنّ جزء العبادة راجح جزما ، وإلّا فلا معنى لجزئيّتها والراجح لا يمكن أن يكون مرجوحا جزما ، ومن جوّز الاجتماع فإنّما يجوّزه إذا كان الراجحيّة والمرجوحيّة من جهتين مختلفتين والمقام ليس كذلك ، لأنّ
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٤٨ الرقم ٩٣٩ ، الفهرست للشيخ الطوسي : ١٤٥ الرقم ٦١٢.
(٢) خلاصة الرجال للحلّي : ٢٧٧.
(٣) لاحظ! ملاذ الأخيار : ٣ / ٥١١ ، ١٥ / ١٧٨.
(٤) رجال النجاشي : ٣٣٣٩ الرقم ٩٠٦.
(٥) رجال الكشّي : ٢ / ٨٣٥ الرقم ١٠٦٢.
(٦) تعليقات على منهج المقال : ٢٩٦.