إلى سابقه ولاحقه.
ثمّ قال : مضافا إلى ما اشتهر من أنّ من شعار الشيعة الجهر بالبسملة حتّى قال ابن أبي عقيل : تواتر الأخبار عنهم عليهمالسلام أن لا تقيّة في الجهر بالبسملة (١) (٢).
أقول : هذا أيضا لا يدلّ على الاستحباب ، إلّا أن يقال حمل عليه لضعف السند ، لكن الظاهر انجباره بالشهرة العظيمة وغيرها ، حتّى قال الصدوق : من دين الإماميّة الإقرار بأنّه يجب الجهر بالبسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة ، وعند افتتاح السورة بعدها ، وهي آية من القرآن (٣).
ويظهر من كلامه في «الفقيه» أيضا وجوبه (٤) فلاحظ! فهذا أيضا قرينة أخرى على إرادته الوجوب الاصطلاحي. وروى في «الخصال» عن الأعمش عن الصادق عليهالسلام : «الإجهار بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الصلاة واجب» (٥).
وربّما كان هذا أيضا قرينة اخرى ، كما أن ما نقله في «العيون» أيضا كذلك ، إذ روى فيه عن الرضا عليهالسلام فيما كتب للمأمون : «من محض الإسلام الإجهار بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في جميع الصلوات» (٦).
وفي «كشف الغمّة» : قال أبو حاتم السجستاني : روى عبد العزيز بن الخطّاب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : أجمع آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وأن لا يمسحوا على الخفّين. قال ابن خالويه : هذا مذهب
__________________
(١) نقل عنه في ذكرى الشيعة : ٣ / ٣٣٣ ، مدارك الأحكام : ٣ / ٣٦٠.
(٢) ذخيرة المعاد : ٢٧٨.
(٣) أمالي الصدوق : ٥١١.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ ذيل الحديث ٩٢٣.
(٥) الخصال : ٦٠٤ الحديث ٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٧٥ و٧٦ الحديث ٧٣٨٨.
(٦) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٣١ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٧٦ الحديث ٧٣٨٩.