المريض الذي يصلّي جالسا» (١).
وصحيحة جميل عن الصادق عليهالسلام : ما حدّ المريض الذي يصلّي قاعدا؟ فقال : «إنّ الرجل ليوعك ويحرج ، ولكنّه أعلم بنفسه إذا قوي فليقم» (٢).
والمناقشة في الدلالة فاسدة ، بعد ملاحظة الإجماع وكثرة الأدلّة ، وتعاضد بعضها ببعض.
بل الظاهر من كلّ واحد الوجوب ، فإنّ (قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ) أمر ورد بعد قوله تعالى (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (٣).
وظاهر أنّ المراد منها الفرائض ، لانصراف الإطلاق إليها ، ولما ورد في تفسيرها بالعبادة التوقيفية (٤) ، يتوقّف على مبيّن ، ولا قول لتعين الفعل ، كما ستعرف مكررا.
و «صلّوا» أمر ظاهر في الوجوب ، خرج ما خرج بالدليل ، وبقي الباقي.
وكون المراد منه الطلب مجازا مرجوح ، لغلبة تخصيص العمومات ، حتّى قيل : ما من عامّ إلّا وقد خصّ ، مع أنّ بناء المكالمات العرفيّة على ذلك غالبا ، وورد في الأخبار تخصيص العام (٥) ، ولم يعهد ورود ذلك.
مع أنّ المقام لا يناسب تجويز الترك والرخصة في المخالفة ، لعدم انحصارها في
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤١١ الحديث ١١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٦٩ الحديث ٦٧٢ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٨١ الحديث ٧١١٣.
(٢) الكافي : ٣ / ٤١٠ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٦٩ الحديث ٦٧٣ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٩٥ الحديث ٧١٥٣ مع اختلاف يسير.
(٣) البقرة (٢) : ٢٣٨.
(٤) تفسير الفخر الرازي : ٦ / ١٥٨.
(٥) الكافي : ١ / ٦٣ الحديث ١ ، الأصول الأصيلة : ٨٥.