ويدلّ أيضا على ذلك صحيحة علي بن يقطين عن الكاظم عليهالسلام : عن رجل نسي تسبيحه في ركوعه وسجوده ، قال : «لا بأس بذلك» (١).
والظاهر أنّ قوله : «تسبيحه» مصدر مضاف إلى الضمير ، أي تسبيح صلاته ، مع أنّه على تقدير أن يكون تسبيحة مفردا نكرة ، أي : تسبيحة واحدة من تسبيحاته الثلاث (٢) في ركوعه ، لم يضر دلالته عليه ، لأنّه عليهالسلام لم يستفصل أن المنسي هل هو من واجباته أو مستحبّاته؟ مع أنّه لا معنى لسؤاله ذلك عن المستحب ، إلّا أن يقال : هو كان يعتقد وجوب الثلاث أو يتردّد فيه ، والمعصوم عليهالسلام أجاب بما هو مطابق للواقع ، لكن عرفت أنّ الواجب هو الثلاث منها إذا كانت ناقصة مثل سبحان الله ، ومطلق لفظ التسبيح ينصرف إليه ، أو إلى مطلق التسبيح ، كما لا يخفى.
ولهذا ورد في الأخبار أنّ واحدة تامّة تجزئ (٣) ، مع أنّهم عليهمالسلام بالغوا في الإتيان بالثلاث التامّات ، كما عرفت.
مع أنّه ببالي أنّهم عليهمالسلام قالوا : «إنّ شيعتنا لا ينقصون عن تلك الثلاث شيئا» (٤) فكيف قال عليهالسلام في المقام : إنّ نسيان واحدة منها في المقام غير مضر مطلقا؟ اللهمّ إلّا أن يبني على الوجوب والخروج عن ماهيّة الركوع ، وعدم كونه ركنا وهو المطلوب ، مع أنّه لم يقل أحد بركنيّة الذكر ، بل الذي نقل عن «الخلاف» ركنيّة الطمأنينة فيه بقدر الذكر (٥).
__________________
وسائل الشيعة : ٦ / ٣١١ الحديث ٨٠٥٣.
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٥٧ الحديث ٦١٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٢٠ الحديث ٨٠٧٩.
(٢) في (د ٢) : الصلاة.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٦ / ٢٩٩ الباب ٤ من أبواب الركوع.
(٤) لم نعثر عليه في مظانّه.
(٥) نقل عنه في مدارك الأحكام : ٣ / ٤٠٩ ، لاحظ! الخلاف : ١ / ٣٤٨ المسألة ٩٨.