أقول : لا يخفى شذوذ هذه الأخبار ، بل الظاهر من كلام الفاضلين ، سيّما «المنتهى» و «المختلف» الإجماع في المسألة (١) ، بل في «المختلف» صرّح بهذا الإجماع (٢).
قال الفاضل المحقّق الشيخ محمّد : ظاهر «المختلف» دعوى الإجماع فيما أظنّ ، لكن لا يحضرني الآن (٣) ، انتهى.
أقول : وكذا الظاهر من كتب الشيخ والشهيد وغيرهم (٤) ، ممّن اطّلعت عليه ، إذ في مقام التعرّض لذكر المخالف ، ما أشاروا إلى مخالفة من أحد ، ولا تأمّل من أحد ، بل غاية ما صدر من بعضهم ذكر صحيحة علي بن جعفر (٥) ، ورفع توهّم الإشكال من جهتها خاصّة.
نعم ، في «الذكرى» و «المسالك» نسبا إلى الحلبي القول بالكراهة (٦) ، فلعلّه توهّم من كلام الحلبي ، إذ ربّما كانت الكراهة في كلامهم بالمعنى اللغوي ، مريدين منها الحرمة ، كما عرفت بعضا من ذلك.
وكيف كان ، لا شبهة في شذوذها ، وورد منهم الأمر بترك العمل بالشاذّ ، والأخذ بالمشتهر بين الأصحاب.
وكذا الحال في موافقة الكتاب ومخالفته ، بل ورد في الأخبار المتواترة ، الأمر
__________________
(١) المعتبر : ٢ / ١٥٨ ، منتهى المطلب : ٥ / ١٠ و١١ ، مختلف الشيعة : ٢ / ١٩٤.
(٢) مختلف الشيعة : ٢ / ١٩٤.
(٣) استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار (مخطوط).
(٤) النهاية للشيخ الطوسي : ٦٩ ، المبسوط : ١ / ١٠٠ ، الخلاف : ١ / ٤٢٠ المسألة ١٦٧ ، الرسائل العشر : ١٨٠ ، ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٦٧ ، مدارك الأحكام : ٣ / ٣٢٥.
(٥) روض الجنان : ٢٥٠.
(٦) ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٦٧ ، مسالك الأفهام : ١ / ٢٠١ ، لاحظ! الكافي في الفقه : ١٢٥.