وورد في المتواتر الحثّ على الإقبال بالقلب ، وأنّه لا يقبل منها إلّا ما أقبل بقلبه (١). وأن يتمّ بالنوافل حتّى أنّه قال الراوي ـ بعد ما سمع ذلك ـ : ما أرى النوافل ينبغي أن تترك على حال ، فقال عليهالسلام : «أجل ، لا» (٢).
واحتمل بعض أن معنى ذلك ، أنّ الإقبال الفائت في الفريضة يتدارك بتحصيله في النافلة ، لا أنّه يتدارك بفعل النافلة ، وإن لم يكن فيها إقبال (٣).
ولا شكّ في كونه أولى ، وإن كان الأظهر من الأخبار حصول التدارك بنفس الفعل ، لكن ليس مثل التدارك بالإقبال فيها ، فإنّه أكمل بلا شبهة ، كما أنّ الإقبال في مجموع الفريضة أكمل ثمّ أكمل.
وورد أنّ الأئمة عليهمالسلام كانوا إذا قاموا إلى الصلاة تغيّرت ألوانهم ، واقشعرّت جلودهم ، وارتعدوا كالسعفة ، وأنّهم كساق شجرة لا يتحرّك منهم شيء إلّا ما حرّكته الريح (٤) ، إلى غير ذلك ، رزقنا الله متابعتهم ، وجعلنا من شيعتهم ، آمين بمحمّد وآله الميامين عليهمالسلام.
قوله : (وأن يثبت). إلى آخره.
قال في «الدروس» : يكره التراوح بين القدمين (٥) ، انتهى.
أقول : هذا هو الذي ذكرنا أنّه ببالي ، ورود المنع عنه من الأئمّة عليهمالسلام (٦) ، ولعلّ
__________________
(١) لاحظ! وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٦ الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٦٣ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٤٢ الحديث ١٤١٦ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٧١ الحديث ٤٥٤٢.
(٣) لاحظ! الحدائق الناضرة : ٦ / ١١.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٣ الباب ٢ من أبواب أفعال الصلاة.
(٥) الدروس الشرعية : ١ / ١٧٠.
(٦) مستدرك الوسائل : ٤ / ١١٨ الباب ٢ من أبواب القيام.