وبالجملة ، الأخبار صريحة في حرمة التكفير ، فلا وجه لحمله على الكراهة ، مع عدم معارض.
وكلّ من قال بالحرمة ، قال بالبطلان أيضا ، وإن قال الشهيد الثاني ، وولده في «المدارك» ، بالحرمة دون البطلان ، محتجّين بأنّ النهي تعلّق بأمر خارج عن العبادة ، فلا يقتضي الفساد (١).
ويرد عليهما ما ذكرنا من الأدلّة حتّى النهي في الصحيحين ، لعدم قائل بالحرمة خاصّة أصلا ، ومثل الصحيحين ، صحيحة حمّاد ، عن حريز ، عن رجل ، عن الباقر عليهالسلام السابقة في بحث القيام ، إذ في آخرها : وقال : «لا تكفّر إنّما يصنع ذلك المجوس» (٢).
وما ذكرنا عن «الفقيه» في مستحبات القيام (٣).
هذا كلّه ، مضافا إلى ما اشتهر وظهر أنّ ذلك من بدع الثاني (٤) ، وأنّ «كلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار» (٥) ، وغير ذلك ، وأيضا هو تشبيه بالمجوس.
وورد منهم عليهمالسلام «من تشبّه بقوم فهو منهم» (٦) ، وظاهره أيضا الحرمة ، وليس فيها دلالة على عدم الحرمة ، حتّى يجعل دليلا على عدم إرادة التحريم فيما علّل به من الأخبار.
__________________
(١) الروضة البهيّة : ١ / ٢٣٥ ، روض الجنان : ٣٣٠ ، مدارك الأحكام : ٣ / ٤٦١.
(٢) وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦٦ الحديث ٩٢٩٧.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٨ ذيل الحديث ٩١٧.
(٤) لاحظ! جواهر الكلام : ١١ / ١٩ ـ ٢٠.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٧٤ الحديث ١٧٦٨ ، وسائل الشيعة : ١٦ / ٢٧٠ الحديث ٢١٥٤٣.
(٦) دعائم الإسلام : ٢ / ٥١٣ الحديث ١٨٣٨ ، مستدرك الوسائل : ١٧ / ٤٤٠ الحديث ٢١٨٠٤.