يصلّي قاعدا؟ فقال : «إنّ الرجل ليوعك» (١). إلى آخر ما ذكره المصنّف.
وهذا هو المشهور بين الأصحاب ، إلّا أنّه نقل عن المفيد في بعض كتبه ، أنّ حدّه أن لا يتمكّن من المشي بمقدار زمان الصلاة (٢).
وفي «نهاية» الشيخ حدّه ما يعلمه من نفسه أنّه لا يتمكّن منها قائما ، ولا يقدر على المشي زمان صلاته (٣).
وعن «المبسوط» ، أنّه جعل الأخير رواية (٤) ، ومستندهما رواية سليمان بن حفص المروزي عن الفقيه عليهالسلام أنّه قال : «المريض إنّما يصلّي قاعدا إذا صار بالحال التي لا يقدر فيها أن يمشي مقدار صلاته إلى أن يفرغ قائما» (٥) وهي ضعيفة.
بل لو كانت صحيحة لم تعارض الأدلّة السابقة ، فكيف وهي ضعيفة شاذّة مخالفة للوجدان؟ إذ ربّما أمكن المشي المذكور ، ولم يمكن القيام بذلك القدر ، و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَها) ، فكيف إذا لم يطق؟
وربّما كان الأمر بالعكس ، فكيف يترك القيام الواجب بالقرآن ، والمتواتر وغيرهما؟ بل الضرورة مع استطاعته له ، وعدم مانع منه أصلا.
ويمكن حملها وحمل قول المفيد (٦) على الغالب والشائع ، وأنّه ينفع الخائف من الضرر بالقيام مقدار الصلاة أو مطلقا ، أو ينفع أهل الوسواس الذين يسلط عليهم ما يمنعهم عن الوجدان في بعض الأحيان.
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٩٥ الحديث ٧١٥٣.
(٢) نقل عنه في مختلف الشيعة : ٣ / ٣١ ، لاحظ! المقنعة : ٢١٥ و٢١٦.
(٣) النهاية للشيخ الطوسي : ١٢٩.
(٤) المبسوط : ١ / ١٣٠.
(٥) تهذيب الأحكام : ٣ / ١٧٨ الحديث ٤٠٢ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٩٥ الحديث ٧١٥٤.
(٦) المقنعة : ٢١٥.