ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤))
شرح المفردات
سمع : أي أجاب وقبل ، كما يقال سمع الله لمن حمده ، والتي تجادلك فى زوجها : هى خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية ، وتجادلك : أي تراجعك الكلام فى أمره وفيما صدر منه فى شأنها ، وتشتكى إلى الله : أي تبثّ إليه ما انطوت عليه نفسها من غمّ وهمّ وتضرع إليه أن يزيل كربها ، وزوجها : هو أوس بن الصامت أخو عبادة ابن الصامت ، والسمع : صفة تدرك بها الأصوات أثبتها الله تعالى لنفسه ، والتحاور : المرادّة فى الكلام ، والكلام المردّد ، كما يقال كلمته فما رجع إلىّ حوارا : أي ماردّ علىّ بشىء ، والظهار : لغة من ظاهر ؛ ويراد به معان مختلفة باختلاف الأغراض فيقال ظاهر فلان فلانا : أي نصره ، وظاهر بين ثوبين : أي لبس أحدهما فوق الآخر ، وظاهر من امرأته : أي قال لها أنت علىّ كظهر أمي ، أي محرمة ، وقد كان هذا أشدّ طلاق فى الجاهلية ، والظهار شرعا : تشبيه المرأة أو عضو منها بامرأة محرمة نسبا أو رضاعا أو مصاهرة بقصد التحريم لا بقصد الكرامة ، ولهذا المعنى نزلت الآية ، «إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ» : أي ما أمهاتهم ، والمنكر : ما ينكره الشرع والعقل والطبع ، وزورا : أي كذبا ، فتحرير رقبة : أي عتق عبد أو جارية ، أن يتماسا : أي يجتمعا اجتماع الأزواج ، متتابعين : أي متواليين ، فمن لم يستطع : أي لم يقدر على ذلك لكبر سنّ أو ضعف أو شبق إلى النساء ، حدود الله : أي أحكام شريعته ، وللكافرين : أي للذين يتعدّون الأحكام ولا يعملون بها.