وفي النظريات الفقهية والعقلية أغاليط كثيرة هذا منشأها كقولك المرأة مولّى عليها المرأة ليس بمولّى عليها وهما صادقتان بالإضافة إلى النكاح والبيع وإلى العصبة والأجنبي.
الرابع : أن يتساويا في القوة والفعل فإنك تقول الماء في الكوز مرو بالقوة وليس بمرو بالفعل وهما صادقتان ، والسيف بالغمد صارم وليس بصارم وهما صادقتان ، والفاسق شاهد وليس بشاهد. ومن هذا خلط المختلفون في أن اللّه تعالى في الأزل خالق وأن اللّه تعالى في الأزل ليس بخالق.
الخامس : التساوي في الجزء والكل فإنك تقول الزنجي أسود الزنجي ليس بأسود أي أسود البشرة ليس بأسود الأسنان فيصدقان. وعن هذا الغلط تخيّل من بعد عن التحصيل أن العالمية حال بجملة زيد إذا قلنا زيد عالم وزيد عبارة عن جملته ، ولم يعرف أنا إذا قلنا زيد في بغداد لم نرد به أنه في كل البلد بل في بعضه ، وإن كانت بغداد عبارة عن كل البلد. ولكن أعني بالعادة والحس بيان أن زيدا في بغداد في مكان يساوي مساحة بدنه ، وكذلك أعني وضوح الأمر إذ تقول إن زيدا عالم بحر لا يجري من قلبه أو دماغه.
السادس : التساوي في الزمان والمكان فإنك تقول العالم حادث العالم ليس بحادث وهما صادقان ، ولكنه حادث عند أول وجوده وليس بحادث قبله ولا بعده بل قبله معدوم وبعده باق ، وتقول الصبي ينبت له أسنان الصبي لا ينبت له أسنان ونعني بأحدهما السنة الأولى وبالآخر بعده ولا ينبغي أن نطول بتعديد الشروط والأمثلة فلنجمل له ضبطا وهو أن القضية المناقضة هي التي تسلب مثلا ما تثبته الأولى بعينه أو تثبت ما سلبته الأولى ونفته ، وفي ذلك الوقت والمكان والحال وتلك الإضافة بعينها ، وبالقوة إن كان ذلك بالقوة وبالفعل إن كان ذلك بالفعل. وكذا في الجزء والكل.
ويحصل ذلك بأن لا تخالف القضية النافية المثبتة إلا في تبديل النفي