فقد بان ان الفرق بين النمو وبين سائر التغايير هو في الأمرين جميعا اعني في الشيء الذي في التغير ، وهو الذي يتنزل منها منزلة الهيولى وفي صورة التغير نفسه.
الفصل الثاني
١٠ ـ قال :
وإذا كان النمو والاضمحلال إنما يكونان في الجسم والعظم ، فقد ينبغي أن ينظر هل نمو الجسد يكون من شيء هو موجود بالفعل جسما أو من شيء هو موجود بالقوة عظما وجسما؟ ولأن هذا القسم الثاني يقال أولا على اثنين ، أحدهما (١) ان يكون الشيء الذي بالقوة عظما وجسما مفارقا للجسم المحسوس ، والثاني ان يكون من جسم محسوس ، وهذا أيضا على ضربين : إما ان يكون في جسم محسوس بذاته مثل الشيء الكامن في الشيء وإما ان يكون فيه بالعرض مثل ما نقول نحن في وجود الهيولى في الأجسام ، فقد ينبغي أن ننظر في واحد واحد من اقسام الذي بالقوة ثم ننظر في القسم الذي بالفعل فنقول : اما ان كان النمو والاضمحلال هيولى مفارقة للجسم المحسوس فقد يلزم ضرورة أما الا يشغل مكانا فيكون إما نقطة وما يجري مجراها ممّا ليس في مكان ، [وإما خلاء] وإما أن يكون جسما غير محسوس. فأما كون النقط مادة للجسم وكون الخلاء موجودا فقد
__________________
١ ـ يراجع هذا التقسيم والظاهر أنّ هناك فرقا بين هذا التقسيم المجمل هاهنا وبين التقسيم المأخوذ به في التحليل.