وليست هذه الأجسام المسماة أسطقسات كما يقول ابن دقليس غير متغيرة بعضها إلى بعض ، ولو كان الأمر كما زعم لما كان يوجد فيها استحالة ، أعني في فصولها التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، فإذا كان هنالك استحالة فهنالك موضوع كما قيل فيما تقدم ، وإذا كان موضوع فثم كون وفساد. وإنما كان واجبا أن يكون هنالك موضوع لأن الأضداد لا تتغير بعضها إلى بعض.
الفصل الثاني
وقد ينبغي أن نخبر عن اسطقسات الأجسام المركبة المحسوسة من / جهة ما هي أجسام مركبة أي الأجسام هي وكم هي ويكون إخبارنا عن ذلك بطريق برهاني على ما جرت عليه عادتنا في الأشياء التي نخبر عنها ، لا بمنزلة من يضعها وضعا ويستعملها في إعطاء اسباب المركبات من غير ان يأتي ببرهان على ان فصولها هي هذه الفصول وان عددها هو هذا العدد فنقول :
إنه لما كنا نطلب أسطقسات الأجسام الملموسة من جهة ما هي ملموسة إذ كان هذا النوع من المحسوس هو الذي تشترك فيه جميع الأجسام المركبة ونحن إنما نطلب المبادي والأسطقسات المشتركة لجميع الأجسام المحسوسة فواجب أن تكون فصول الأجسام [المركبة المحسوسة] المتضادة التي هي أسطقسات لجميع الأجسام الملموسة من جهة ما هي ملموسة موجودة في هذا الجنس ، أعني في جنس الملموسات دون غيرها من المتضادات التي في غير هذه الحاسة