والثاني ان اشكال غير المنقسمة عند افلاطون متناهية ، وعند لوقيس غير متناهية؛ والثالث ان افلاطون ليس يدخل الخلاء ، ولوقيس يدخله؛ وكلاهما يقول بالتماس الا انه ليس الخلاء من ضرورة التماس عند افلاطون.
فاما ان السطوح الغير منقسمة ليست اسطقسات للاجسام الطبيعية فقد تكلمنا في ذلك في غير هذا الموضع ، يعني في الثالثة من [السماء] والعالم واما انه ليس هاهنا اجسام غير منقسمة فإنّا ندع الإمعان في النظر في ذلك في هذا الموضع وانما نتكلم فيها بيسير من القول وبحسب ما تدعو اليه الجهة التي منها يقولون انها سبب الفعل والانفعال فنقول :
إنه قد يلزمهم ضرورة ان يقولوا في كل واحد من الاجرام الغير منقسمة انها غير قابلة اثرا اصلا ، ولا فعلا ولا انفعالا ، وذلك انه لما كان سبب الانفعال والفعل عندهم انما هو الخلاء المبثوث في الاجرام المركبة من هذه ، وكانت هذه الاجرام ملاء غير خلاء ، فواجب / بحسب هذا الاّ تفعل فعلا ولا انفعالا من الانفعالات الموجودة في الاجسام المركبة منها حتى لا يمكن ان يكون منها شيء بارد ولا صلب ولا ذي كيفية من الكيفيات. لكن ان كان ذلك كذلك ، وكانت هي بذاتها ومفردها لا تقبل الانفعال ولا الفعل ، ولا الخلاء ايضا فيه انفعال ، فإذن ليت شعري ما يكون سبب الانفعال؟ فهذا هو احد الشناعات التي