الفاعل والسبب الصوري وإن كانا (١) واحدا بالنوع ، فإن السبب الفاعل إذا حصل وجدت الصورة وحدها في المنفعل ، والصورة إذا وجدت ليس يحدث عنها في المنفعل شيء. وأما السبب الهيولاني فهو يخالف هذين بأنه القابل للصورة مثل قبول المادة الاولى لنارية النار. فإن كانت هاهنا صورة مفارقة ، كأنك قلت الحرارة مفارقة وإن كان ليس يمكن ذلك في الحرارة بما هي حرارة ، فواجب ان تكون فاعلة غير منفعلة بضرب من ضروب الانفعال والا يكون لها سبب فاعل الا باشتراك الاسم.
القسم الثاني
وهذا القسم فيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : يخبر فيه بمذاهب القدماء في أسباب الفعل والانفعال وفيما يناسب ذلك ويقايس بين مذاهبهم في التغايير الطبيعية بحسب أصولهم.
الفصل الثاني : يرد فيه (٢) على القائلين بالاجزاء التي لا تتجزأ بحسب ما يحتاج اليه في هذا القول.
__________________
١ ـ كانا : أ؛ كان : ب ، م.
٢ ـ منى؛ به : ا ، ب. م.