الذهب. ويقول إن الكائن منها إن سمي باسم الشيء الذي كان منه كان (١) قولا في غاية الصدق / كما أنه إن سمى السوار ذهبا كان ذلك حقا. وهذا الذي قال ليس يصح في الأشياء التي تتكون وإنما يصح في الأشياء التي تستحيل. وقال أيضا إن الأسطقسات تنحل إلى سطوح. وهذا منه متناقض فإنه ليس يمكن أن يكون الهيولى الأولى ، التي يسميها الموضوع ، سطوحا.
وأما نحن فإنا قد بيّنا أن لجميع هذه الأجسام المحسوسة هيولى موجودة بالقوة غير متعرية من أحد الأضداد وأن هذه الأجسام الأربعة مركبة منها ومن التضاد الموجود فيها ، ولذلك ما ينبغي أن نضع ما تبين من ذلك هاهنا فنقول.
إن المبدأ الأول لجميع الأشياء هو الهيولى الغير مفارقة الموضوعة للتضاد ، لأن الحرارة ليس يمكن فيها ان تكون موضوعا للبرد حتى تنقلب طبيعة الحر إلى طبيعة البرد ، بل ان انقلبت الحرارة برودة فواجب ان يكون هاهنا موضوع يقبلهما جميعا تارة هذا وتارة هذا. وهذا لازم في الجوهر مثل لزومه في التأثيرات. ولذلك صار المبدأ الأول ما هو بالقوة جسم محسوس ، وأما المبدأ الثاني فهو المتضادات الأول التي لا يتعرى منها الموضوع الأول ، والثالث بعده الماء والنار وما اشبههما من الأجسام المركبة من المتضادة الأولى والهيولى الأولى ، وإنما كانت هذه في المرتبة الثالثة لأنها متغيرة بعضها إلى بعض فلهذا وجب أن يكون لها أسطقسات متقدمة عليها. فاما الأسطقس المقول بالتقدم فينبغي أن يكون غير متغير أصلا.
_________________
١ ـ كان : أ ؛ فاق : ب ، م.