هو حد الرطوبة المتقدم. فإذن كل رقيق رطب ، وليس كل رطب رقيقا ، / فالرقيقة من الرطوبة ، إذ كانت الرطوبة متقدمة عليها بالطبع. وإذا تبين أن اللطافة والرقة من الرطوبة فظاهر أن مقابلها الذي هو الغلظ من اليبس. واما اللزج فإنه ظاهر أيضا أنه من الرطوبة وذلك أن اللزوجة هي رطوبة [...] ما اوجب لها عسر تقسم وانفعال. فكل لزجة رطبة ، وليس كل رطبة لزجة. وإذا كانت اللزوجة من الرطوبة فظاهر أن مقابلها من اليبس وهو القحل. وذلك ايضا ظاهر من ان القحل هو ما صار من اليبس إلى غايته حتى انعقد لعدم الرطوبة. وكذلك اللين هو من رطوبة ، وذلك أن اللين هو ما كان مواتيه ، إلا أنه ليس يزول كما يزول الرطب. فكل لين رطب وليس كل رطب لينا. ولذلك كان اللين من الرطوبة لا الرطوبة من اللين ، والصلابة أيضا من اليبس إذ كان الصلب منعقدا والمنعقد يابس.
والرطب واليابس يقال كل واحد منهما على أنحاء شتى وكلها ترتقي إلى اليبوسة الأولى والرطوبة الاولى التي حددناها فاما انهما يقالان على أنحاء شتى فيدل على ذلك ان لكل واحد منهما أكثر من مقابل واحد ، وذلك أن اليابس قد يقابله الرطب ويقابله الندي. فإذن اليابس على عدد الأشياء المقابلة له وكذلك الرطب يقابله اليابس والمنعقد. وأما أن جميع هذه المتقابلات ترتقي [إلى] الأوّل منها فهو بين من أنه لما كان الندي يقابله يابس ما وكذلك المبتل ، وكان الندي هو ما في ظاهره رطوبة عرضية والمبتل ما غارت الرطوبة في عروقه ، فبيّن أن الندي ، والمبتل ، من الرطوبة الأولى. وإذا كان ذلك كذلك فاليابس الذي يقابلها من اليبوسة الأولى. وكذلك أيضا إذا كانت الرطوبة تقال على ما له في عمقه رطوبة طبيعية؛ وتقال على