عندما طلب منه المأمون ان يؤدي صلاة العيد.
بعث المأمون له يسأله : ان يصلي بالناس صلاة العيد ويخطب لتطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضله وتقر قلوبهم على هذه الدولة فبعث إليه الامام عليه السلام وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشرط في دخولي في هذا الامر فاعفني من الصلاة بالناس.
فقال المأمون : انما اريد بهذا ان يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الامر فتطمئن قلوبهم ويقروا بما فضلك الله تعالى به.
ولم يزل يراده الكلام في ذلك.
فلما الح عليه قال : يا امير المؤمنين إن اعفيتني من ذلك فهو احب الي وان لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وكما خرج أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
قال المأمون : اخرج كيف شئت.
وأمر المأمون القواد والحجاب والناس ان يبكروا الى باب ابي الحسن عليه السلام فقعد الناس لابي الحسن عليه السلام في الطرقات والسطوح من الرجال والنساء والصبيان وصار جميع القواد والجند الى بابه عليه السلام فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس.
فلما طلعت الشمس قال الامام عليه السلام فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن والقى طرفا منها على صدره وطرفا على كتفه ومس شيئا من الطيب وتشمر ثم قال لجميع مواليه : افعلوا مثل ما فعلت.
ثم اخذ بيده عكازة وخرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر