ـ كما في الحديث القدسي ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال :
(لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب الي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب اما إني إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب) (١).
وكي يسير هذا الانسان على الطريق الصحيح والصراط المستقيم ويستفيد من الطاقات المودعة فيه لابد له أن يعرف الطريق الذي يجب عليه ان يتبعه ويسير عليه ليصل إلى ما أراد الله ولما شاء من الخلافة والعبودية.
وارسل الله تعالى الرسل والانبياء والائمة صلوات الله عليهم أجمعين ليرشدوا إلى اوامره ونواهيه وكان من اسمى الاوامر التي ركز عليها القرآن واوصى بها النبي صلى الله عليه وآله وحدة المسلمين بقوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (٢).
فالامر بالاعتصام بحبله كان من أهم المزايا التي يجب على الانسان.
_________________
مراتب اربع سموها : بالعقل الهيولاني والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد
الخامس : النفس الناطقة الانسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس : ما ذهب إليه الفلاسفة من أنه جوهر قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا (عن مرآة العقول للمجلسي (رض).
(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٠.
(٢) آل عمران آية : ١٠٣.