(لكن حمزة لا بواكي له).
فسمع ذلك سعد بن معاذ واسيد بن حضير فرجع الى نساء بني عبد الاشهل فساقهن الى باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكين على حمزة فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعا لهن وردهن فلم تبك امرأة من الانصار بعد ذلك على ميت الا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت على ميتها (١).
كما أن الرسول زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله (٢).
إذا كان البكاء على حمزة بأمر النبي صلى الله عليه وآله فانه يتضح لنا أن البكاء محبوب عند الله ورسوله والا لما فعله صلى الله عليه وآله.
فما تفعله الشيعة عند قبور أئمتهم من البكاء عليهم والتوسل بهم ليس بالامر العجيب ولا المبتدع وانما هو أمر صدر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صدر الاسلام وفي بداية الدعوة الاسلامية وعلى مرأى ومسمع من الصحابة.
_________________
(١) مسند أحمد ج ٢ ص ٤٠ تاريخ الطبري.
وأوردنا هذا النص من ترجمة حمزة من طبقات ابن سعد ١٣٧٧ أو ج ٣ ص ١١ وأكثر تفصيلا منه في مغازي الواقدي ج ١ ص ٣١٥ و ٣١٧ وأمتاع الاسماع ج ١ ص ١٦٣ وغيرهم.
(٢) سنن النسائي كتاب الجنائز باب زيارة قبر المشرك.
سنن أبي داوود كتاب الجنائز باب زيارة القبور ح ٣٢٣٤
سنن ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في زيادة قبور المشركين.