من المواقف السياسية لاهل البيت عليهم السلام :
لم يكن علم ائمة الهدى والورع عليهم السلام في جهة من الجهات أو في مجال من المجالات الفكرية الثقافية أو التربوية بل كان علمهم عليهم السلام في كل المجالات والمواقع التي يحتاج إليها المجتمع لكونهم أئمة البلاد وساسة العباد الذين وجبت طاعتهم في اعناق الخلق اجمعين.
وقد توهم البعض ان علم الائمة عليهم السلام اقتصر على الفقه من العبادات والمعاملات ـ أو اكثر من ذلك ـ على حل المشكلات والمعضلات الاجتماعية ولم يكن لهم علم ولا اطلاع على الامور السياسية والادارية العامة (١).
بل نقول : ان ائمة العلم والفهم الذين هم ساسة العباد واركان البلاد وبهم النجاة هم الذين وضعوا ركائز السياسة واسسها وقواعدها وشروطها التي تنطلق من القرآن والسنة النبوية.
ولا فصل بين المسائل السياسية وبين اي مسألة من المسائل الفقهية الدينية على الاطلاق إذ الدين عين السياسة والسياسة عين الدين لان التحرك السياسي في مختلف المجالات والانحاء يحتاج الى الفقيه ليعطي
_________________
(١) ان السياسة صناعة يعرف بها تدبير الانسان بماله من الشؤون الفردية والاجتماعية وبماله من العقيدة والخلق والعمل وبماله مساس بالطبيعة وبماله روابط خاصة مع أهله وقومه ومن يشاركه في النوع مع ماله ربط خاص بمبدئه ومبدئ الكل وهو الله الخالق لكل شيئ.