من وايت وخففت الهمزة بالقلب قلت : وىّ (١) ووىّ ، وكذا فعل من شويت شىّ وشىّ ، وأما حيوة فقلبت الياء الثانية واوا فى العلم خاصة ؛ لأن الأعلام كثيرا ما تغير إلى خلاف ما يجب أن تكون الكلمة عليه ؛ تنبيها على خروجها عن وضعها الأصلى كموهب (٢) وموظب (٣)
__________________
(١) أصل وى وؤى ـ كقفل ـ فخففت الهمزة بقلبها واوا كما فى لوم وسوت ؛ فصار وويا ـ بواوين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة ـ أما ابن الحاجب فيرى فى ذلك عدم وجوب قلب أولى الواوين همزة ؛ لسكون الثانى ، ويجوز عنده بقاء الواوين ؛ لأن الثانية منقلبة عن همزة انقلابا جائزا فحكمها حكم الهمزة ؛ فلا يجب قلبها ياء ، ويجوز قلب الواو الثانية ياء ؛ لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون على مذهب من يقيس من النحاة على قول العرب ريا ورية ـ مخففى رؤيا ورؤية ـ وأما المؤلف فانه أوجب قلب أولى الواوين همزة فى هذا ، وحكاه عن الخليل وجمهور النحويين ، وندد على المصنف انفراده باشتراط تحرك ثانية الواوين ، ثم بعد هذا : إما أن لا تقلب الواو الثانية ياء وإما أن تقلب على نحو ما قدمنا ، فاذا علمت هذا تبين لك أن قول المؤلف «وى بضم الواو وكسرها» غير مستقيم على ما ارتضاه هو فيما سبق فى فصل قلب الواو همزة ، وهو مستقيم على أحد الوجهين اللذين يجوز ان عند ابن الحاجب
(٢) موهب : اسم رجل ، قال أباق الدبيرى :
قد أخذ تنى نعسة أردنّ |
|
وموهب مبز بها مصنّ |
قال سيبويه : «جاءوا به على مفعل لأنه اسم ليس على الفعل ؛ إذ لو كان على الفعل لكان مفعلا» ا ه. يريد أنهم بنوه على مفعل بفتح العين لما ذكر ، ولو انهم جاءوا به على مذهب الفعل لقالوا موهب ـ بالكسر ـ كما هو قياس المصدر واسم الزمان والمكان من المثال الواوى ، وقال فى اللسان : «وقد يكون ذلك لمكان العلمية ؛ لأن الأعلام مما تغير عن القياس» ا ه
(٣) قال فى اللسان : «وموظب ـ بفتح الظاء ـ أرض معروفة ، وقال أبو العلاء : هو موضع مبرك إبل بنى سعد مما يلى أطراف مكة ، وهو شاذ كمورق ،