الإمالة
تعريف الأمالة وسببها
قال : «الإمالة : أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة ، وسببها قصد المناسبة لكسرة أو ياء ، أو لكون الألف منقلبة عن مكسور أو ياء ، أو صائرة ياء مفتوحة ، وللفواصل أو لإمالة قبلها على وجه.
فالكسرة قبل الألف في نحو عماد وشملال ، ونحو در همان سوّغه خفاء الهاء مع شذوذه ، وبعدها فى نحو عالم ، ونحو من الكلام قليل ؛ لعروضها ، بخلاف نحو من دار ؛ للرّاء ، وليس مقدّرها الأصلىّ كملفوظها على الأفصح كجادّ وجوادّ ، بخلاف سكون الوقف».
أقول : «ينحى بالفتحة» أى : تمال الفتحة نحو الكسرة : أى جانب الكسرة ، ونحو الشىء : ناحيته وجهته ، و «ينحى» مسند إلى «نحو» ومعناه يقصد ، والباء فى «بالفتحة» لتعدية ينحى إلى ثانى المفعولين ، وهو المقدم على الأول ههنا ، وإنما لم يقل «ينحى بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء» لأن الإمالة على ثلاثة أنواع : إمالة فتحة قبل الألف إلى الكسرة ؛ فيميل الألف نحو الياء ، وإمالة فتحة قبل الهاء إلى الكسرة ، كما فى رحمة ، وإمالة فتحة قبل الراء إليها ، نحو الكبر ، فإمالة الفتحة نحو الكسرة شاملة للأنواع الثلاثة ، ويلزم من إمالة فتحة الألف نحو الكسرة إمالة الألف نحو الياء ؛ لأن الألف المحض لا يكون إلا بعد الفتح المحض ، ويميل إلى جانب الياء بقدر إمالة الفتحة إلى جانب الكسرة ضرورة ، فلما لزمتها لم يحتج إلى ذكرها.
وليست الإمالة لغة جميع العرب ، وأهل الحجاز لا يميلون ، وأشدهم حرصا عليها بنو تميم ، وإنما تسمى إمالة إذا بالغت فى إمالة الفتحة نحو الكسرة ، وما لم تبالغ فيه يسمى «بين اللفظين» و «ترقيقا». والترقيق إنما يكون فى الفتحة التى قبل الألف فقط.