قياس فى مثله ، إذا لم يكن له فعل ثلاثى كاستنوق (١) ، وعند سيبويه نحو استنوق أيضا شاذ ، والقياس إعلاله طردا للباب كما أعل سائف (٢) وخائل (٣) فى النسبة ، وإن لم يأت منه فعل معل ؛ طردا لباب فاعل فى إعلاله علة واحدة ، وإذا طرد باب تعد ونعد وأعد فهذا أولى
قال : «وصحّ باب قوى وهوى للاعلالين ، وباب طوى وحيى لأنه فرعه أو لما يلزم من يقاى ويطاى ويحاى ، وكثر الإدغام فى باب حيى للمثلين ، وقد يكسر الفاء ، بخلاف باب قوى ؛ لأنّ الإعلال قبل الإدغام ، ولذلك قالوا يحيى ويقوى واحواوى يحواوى وارعوى يرعوى ، فلم يدغموا ، وجاء احويواء واحويّاء ، ومن قال اشهباب قال احوواء كاقتتال ، ومن أدغم اقتتالا قال : حوّاء ، وجاز الإدغام فى أحيى واستحيى ، بخلاف أحيى واستحيى ، وأمّا امتناعهم فى يحيى ويستحيى فلئلّا ينضمّ ما رفض ضمّه ، ولم يبنوا من باب قوى مثل ضرب ولا شرف كراهة قووت وقووت ، ونحو القوّة والصّوّة والبوّ والجوّ محتمل للادغام»
أقول : قوله «باب قوى» أى : فعل بالكسر مما عينه ولامه واو ، ولا بد من
__________________
(١) استنوق الجمل : تشبه بالناقة ، وهو مثل يضرب لمن يخلط الشىء بغيره انظر (ح ١ ص ٨٦)
(٢) يقال : سافه يسيفه فهو سائف ؛ إذا ضربه بالسيف ، ويقال : رجل سائف : أى ذو سيف ، فهو على الأول اسم فاعل ، وإعلاله اصل ، وعلى الثانى للنسبة كلابن وتامر ، وإعلاله بالحمل على الأول ؛ طردا لباب فاعل كما قال المؤلف
(٣) يقال : خال يخال فهو خائل ، إذا ظن ، ويقال : رجل خائل ، إذا كان ذا خيلاء ، فهو على النسب فى قول أكثر أهل اللغة ؛ والقول فى إعلال اللفظين كالقول فى سائف ، ومنهم من ذهب إلى أن الخائل المتكبر اسم فاعل فاعلا له بالأصل لا بالحمل