وقوىّ كقذعمل ـ واقويّا ـ كاغدودن ـ لاستثقال الواوات ، فتنقلب القريبة من الطرف ياء ، ولا تقلب الواو الثالثة فى قوّو ـ كجحمرش ـ ألفا ، كما لم تقلب واو قوى كما مر ، والله أعلم بالصواب
قال : «الإبدال : جعل حرف مكان حرف غيره ، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه ، وبقلّة استعماله كالثّعالى ، وبكونه فرعا والحرف زائد كضويرب ، وبكونه فرعا وهو أصل كمويه ، وبلزوم بناء مجهول نحو هراق واصطبر وادّارك»
أقول : الإبدال فى اصطلاحهم أعم من قلب الهمزة ، ومن قلب الواو ، والياء ، والألف ، لكنه ذكر قلب الهمزة فى تخفيف الهمزة مشروحا ، وذكر قلب الواو والياء والألف فى الإعلال مبسوطا ؛ فهو يشير فى هذا الباب إلى كل واحد منها مجملا ، ويذكر فيه إبدال غيرها مفصلا ، ويعنى بأمثلة اشتقاقه الأمثلة التى اشتقت مما اشتق منه الكلمة التى فيها الإبدال ، كترات (١) فإن أمثلة اشتقاقه فى ورث يرث وارث موروث ، وجميعها مشتق من الوراثة ، كما أن تراثا مشتق منها ، وكذا توجّه ومواجهة ووجيه مشتقة من الوجه الذى أجوه مشتق منه ، فإذا كان فى جميع أمثلة اشتقاقه مكان حرف واحد منه حرف آخر عرفت أن الحرف الذى فيه بدل مما هو ثابت فى مكانه فى أمثلة اشتقاقه.
قوله «وبقلة استعماله» أى : بقلة استعمال اللفظ الذى فيه البدل ، يعنى إذا كان لفظان بمعنى واحد ولا فرق بينهما لفظا إلا بحرف فى أحدهما يمكن أن يكون بدلا من الحرف الذى فى الآخر فإن كان أحدهما أقل استعمالا من الآخر فذلك الحرف فى ذلك الأقل استعمالا بدل من الحرف الذى فى مثل ذلك الموضع
__________________
(١) التراث ـ كغراب ـ : المال الموروث ، انظر (ح ١ ص ٢٠٧)