وعند الأخفش تسهل السبعة بين بين المشهور ، إلا اثنتين منها : المضمومة المكسور ما قبلها كالمستهزئون ، والمكسورة المضموم ما قبلها كسئل ، قال : تقلب الأولى ياء محضة والثانية واوا محضة ؛ إذ لو سهّلتا لكانت الأولى كالواو الساكنة ، ولا تجىء بعد الكسرة ، والثانية كالياء الساكنة ، ولا تجىء بعد الضمة ، كما لا تجىء الألف بعد الضمة والكسرة ، وهذا الذى ذهب إليه قياسا على مؤجّل ومائة وإن كان قريبا لكن لسيبويه أن يفرق ويقول : المسهّلة المفتوحة لم يستحل مجيئها بعد الضم والكسر لكن لما استحال مجىء الألف الصريح بعدهما منع مجىء شبه الألف أيضا بعدهما ، وأما الواو الساكنة فلا يستحيل مجيئها بعد الكسرة ، بل يستثقل ، وكذا الياء الساكنة بعد الضمة ؛ فلم يمنع مجىء شبه الواو الساكنة بعد الكسرة وشبه الياء الساكنة بعد الضمة.
وذهب بعضهم فى نحو مستهزئون وسئل إلى بين بين البعيد ، ونسب بعضهم هذا القول أيضا إلى الأخفش ، وإنما ارتكب هذا الوجه من التسهيل ههنا من ارتكبه وإن كان بعيدا نادرا فرارا مما لزم سيبويه فى بين بين المشهور من مجىء شبه الواو الساكنة بعد الكسر وشبه الياء الساكنة بعد الضم ، كما مر ، ومما لزم الأخفش من مجىء الواو الصريحة متحركة بالكسر بعد الضم فى سول ، ومن مجىء الياء الصريحة متحركة بالضم بعد الكسر فى مستهزيون ، وذلك
__________________
أصله قلق النفس واضطرابها والتردد بين أمرين ، والمنون : المنية ، سميت المنية بذلك لأن الله قد مناها : أى قدرها ، ومتبل : مهلك ومبيد ، وخبل : ملتو على أهله ، والاستشهاد بالبيت فى قوله «أأن» على تخفيف الهمزة الثانية وجعلها بين بين ، وأن همزة بين بين فى حكم المتحركة ، إذ لو لم تكن فى حكم المتحركة لانكسر البيت وبيان ذلك أن بعد الهمزة الثانية نونا ساكنة ؛ فلو كانت الهمزة المخففة فى حكم الساكنة لالتقى ساكنان فى غير القافية ، وذلك مما لا يجوز ؛ وأيضا لما يلزم عليه من تسكين ثانى الوتد المجموع ـ وهو عين فعولن ـ فى غير عروض ولا ضرب ، وذلك مما لا يجوز عند كافة علماء العروض