أصل الياء يوى ، فتقول : يوّيت ياء حسنة : أى كتبت ياء ، وعند غيره أصله ييي ، وكذا الخلاف بينهم فى جميع ما هو على حرفين من أسماء حروف المعجم ثانيه ألف ، نحو باتاثا را ، فهم يقولون : بيّيت وتيّيت وثيّيت ، إلى آخرها ، وقال أبو على : بوّيت إلى آخرها ، وعند أبى على جمعها : أبواء وأتواء ، وعند غيره : أبياء وأتياء ، وإنما حكموا بذلك لورود الإمالة فى جميعها ، وليس بشىء ؛ لأنه إنما تمال هذه الأسماء وهى غير متمكنة فألفاتها فى ذلك الوقت أصل ، كألف ماولا ، وإنما يحكم على ألفاتها بكونها منقلبة إذا زيد على آخرها ألف أخرى وصيرت همزة ؛ قياسا على نحو رداء وكساء ، وذلك عند وقوعها مركبة معربة ، فألحقوا إذن ألفاتها بألفات سائر المعربات فى كونها منقلبة ، وهى لا تمال ألفها إذن ، كما مر فى باب الإمالة (١) ، فلا دلالة إذن فى إمالتها قبل التركيب على كون ألفاتها بعد التركيب فى الأصل ياء ، وإنما حكم أبو على بكونها واوا وبأن لامها ياء لكثرة باب طويت ولويت ، وكونه أغلب من باب قوّة وحييت ، وأما حيوان فواوه ياء على الأصح ، كما مر ، وما ثانيه ألف من هذه الأسماء وبعده حرف صحيح نحو دال ذال صاد ضاد كاف لام فقبل إعرابها وتركيبها لا أصل لألفاتها ؛ لكونها غير متمكنة فى الأصل ، كما مر ، وأما بعد إعرابها فجعلها فى الأصل واوا أولى من جعلها ياء ؛ لأن باب دار ونار أكثر من باب ناب وغاب ، فتقول : ضوّدت ضادا ؛ وكوّفت كافا ، ودوّلت دالا ، والجمع أضواد وأكواف وأدوال ، وأما جيم وشين وعين فعينها ياء نحو بيت وديك ؛ إذ الياء موجودة ، ولا دليل على كونها عن الواو ، ويجوز عند سيبويه أن يكون أصل جيم فعلا ـ بضم الفاء ، وفعلا ـ بكسرها ـ خلافا للأخفش (٢)
__________________
(١) انظر (ص ٢٦) من هذا الجزء
(٢) اعلم أن سيبويه والأخفش قد اختلفا فى الياء الساكنة المضموم ما قبلها إذا لم تكن عينا لفعلى ولا عينا لجمع : هل تقلب الضمة كسرة لتسلم الياء؟ أو تقلب