أيضا لأن الكسرة فيها ثقل أيضا ، وإن كان أقل من ثقل الضمة ، فاستثقل ذلك فى أول الكلمة دون وسطها ، نحو طويل وعويل (١) ؛ لأن الابتداء بالمستثقل أشنع
وأما الواو المفتوحة المصدرة فليس قلبها همزة قياسا بالاتفاق ، بل جاء ذلك فى أحرف ، نحو أناة (٢) فى وناة ، وأجم فى وجم (٣) ، وأحد فى وحد ، وأسماء فى اسم امرأة فعلاء من الوسامة عند الأكثرين ، وليس بجمع ؛ لأن التسمية بالصفة أكثر من التسمة بالجمع ، وقال بعض النحاة : أصل أخذ وخذ ، بدلالة اتخذ كاتّصل (٤)
__________________
قال سيبويه (ج ٢ ص ٣٥٥): «ولكن ناسا كثيرا يجرون الواو إذا كانت مكسورة مجرى المضمومة فيهمزون الواو المكسورة إذا كانت أولا ، كرهوا الكسرة فيها ، كما استثقل فى ييجل وسيد وأشباه ذلك ؛ فمن ذلك قولهم : إسادة ، وإعاء ، وسمعناهم بنشدون البيت لابن مقبل :
إلّا الا فادة فاستولت ركائبنا |
|
عند الجبابير بالبأساء والنّعم» ا ه |
(١) العويل : رفع الصوت بالبكاء ، وانظر (ج ٢ ص ١٧٦)
(٢) قال فى اللسان : «امرأة وناة وأناة وأنية : حليمة بطيئة القيام ، الهمزة فيه بدل من الواو. وقال اللحيانى : هى التى فيها فتور عند القيام والقعود والمشى.
وفى التهذيب : فيها فتور لنعمتها» ا ه بتصرف
(٣) الوجوم : السكوت على غيظ ، وقد وجم يجم وجما ووجوما ، وقالوا :
أجم ، على البدل
(٤) يريد أن بعض النحاة لما رأى أن العرب تقول : اتخذ بمعنى أخذ ؛ والمقرر عندهم أن الهمزة لا تقلب تاء ، ولذلك خطأوا المحدثين فى روايتهم «أمرنى رسول الله أن أتزر» تحلل من ذلك بأن ذكر أن أخذ أصله وخذ ، فاتخذ ليس من المقلوب عن الهمزة ، ولكنه عن الواو ؛ وهو رأى غير سديد ؛ لأن اتخذ يجوز أن يكون ثلاثية المجرد تخذ بدليل قول الشاعر وهو جندب بن مرة الهذلى :
تخذت غراز إثرهم دليلا |
|
وفرّوا فى الحجاز ليعجزونى |