قوله ـ تعالى ـ : (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) [المنافقون : ١] فإنه جار مجرى «نقسم» ؛ ولذلك قال بعده : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) [المنافقون : ٢] ، وفى الحديث : «أمرت بالسّواك حتّى خفت لأدردنّ (١) ، فأجرى «خفت» مجرى القسم.
ومن إجراء «عاهدت» و «واثقت» مجرى اليمين قول الشاعر : [من الطويل]
أرى محرزا عاهدته ليوافقن |
|
فكان كمن أغريته بخلاف (٢) |
وقال فى «واثقت» : [من البسيط]
واثقت ميّة لا تنفكّ ملغية |
|
قول الوشاة فما ألغت لهم قيلا (٣) |
وتناول قولى :
... وما |
|
ساواهما أو نال قربا منهما |
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) [البقرة : ٨٤] ، وقوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ) [آل عمران : ١٨٧]
وقوله : (تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) [النمل : ٤٩].
(ص)
ويحذف الفعل فينصب ما حلف |
|
به ، وما به يجرّ قد عرف |
والباء أصل وارو (لله) و (من |
|
ربّى) يمينين و (من ربّى) زكن |
و (الله) فى اليمين جرّه اشتهر |
|
عنهم إذا ما عوّضوا من حرف جرّ |
همزة الاستفهام أو (ها) مثبتا |
|
ألفها أو مسقطا ، وقد أتى |
عنهم (فألله) (هألله) و (ها |
|
الله) كلّ نقله ما إن وهى |
وما به علّق خافض القسم |
|
فحذفه إلا مع البا ملتزم |
__________________
(١) الدرد : سقوط الأسنان كما فى النهاية فى غريب الحديث لابن الأثير (٢ / ١١٢) والترغيب والترهيب (١ / ٢٣٠). ومعنى : لأدردن : أى تذهب أسنانى. وقد جاء الحديث. وليس فيه موضع الشاهد ، ولفظه : «لزمت السّواك حتى خشيت أن يدردنى» أخرجه الطبرانى فى الأوسط [٧٨١ ـ مجمع البحرين] من حديث عائشة. وأخرجه البزار [٤٩٧ ـ كشف الأستار] من حديث أنس مرفوعا : «أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد ، أو حتى خشيت على لثتى وأسنانى».
وأخرجه الطبرانى فى الكبير (٢٣ / ٢٥١) ، والبيهقى فى السنن (٧ / ٤٩) من حديث أم سلمة مرفوعا : «ما زال جبريل يوصينى بالسواك حتى خفت على أضراسى».
(٢) البيت بلا نسبة فى مغنى اللبيب ٢ / ٤٠٤.
(٣) ينظر شرح التسهيل ٣ / ١٩٦ ، والمساعد ٢ / ٣٠٣.