والثانى : دخولها على كل محلوف به.
والثالث : استعمالها فى الطلب وغيره.
والواو بدل فيها ، والتاء بدل من الواو.
ومن دخول الباء على ضمير المحلوف به ، والفاعل ظاهر. قول الشاعر : [من الكامل]
بك ربّ أقسم لا بغيرك لا أرى |
|
أبدا موالى غير من والاكا |
ومن دخولها على الضمير ، والفعل مضمر قول الشاعر : [من الوافر]
رأى برقا ، فأوضع فوق بكر |
|
بلا بك ما أسال ولا أغاما (١) |
ودخولها على ظاهر ، والفعل ظاهر كثير ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها) [الأنعام : ١٠٩].
ومن تعلقها بفعل مضمر قوله ـ تعالى ـ : (قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [ص : ٨٢].
ومن دخولها فى القسم الطلبى قول الشاعر : [من الوافر]
رقىّ بعمركم لا تهجرينا |
|
ومنّينا المنى ثمّ امطلينا (٢) |
ولقرب الواو من الأصل ؛ فضلت على التاء بأن جر بها كل ظاهر محلوف به.
ولبعد التاء من الأصل ؛ لم يجر بها إلا اسم الله ـ تعالى ـ وقد يجر بها الرب.
وقيل : لا يجر بها «الرّبّ» إلا مضافا إلى «الكعبة».
وجروا المحلوف به فى التعجب باللام ، كقولهم : «لله لا يؤخّر الأجل» بمعنى :
تالله.
ومنه قول الشاعر : [من البسيط]
لله يبقى على الأيّام مبتقل (٣) |
|
جون (٤) السّراة (٥) ، رباع ، سنّه غرد (٦) |
__________________
(١) البيت لعمرو بن يربوع فى جمهرة اللغة ص ٩٦٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٢٥ ، ونوادر أبى زيد ص ١٤٦ ، وبلا نسبة فى الحيوان ١ / ١٨٦ ، ٦ / ١٩٧ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٨ ، والخصائص ٢ / ١٩ ، ورصف المبانى ص ١٤٦ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٠٤ ، ١٤٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٣٤ ، ٩ / ١٠١ ، ولسان العرب ، (أهل).
(٢) البيت لعبد الله بن قيس الرقيات فى ديوانه ص ١٣٧ ، والدرر ٤ / ٢٢١ ، والمحتسب ١ / ٤٣ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٤٣٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤١.
(٣) البقل من النبات : ما ليس بشجر دق ولا جل. (المقاييس ـ بقل).
(٤) الجون : الأبيض والأسود. (المقاييس ـ جون).
(٥) السراة : كشف الشىء عن الشىء. (المقاييس ـ سرو).
(٦) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ١ / ٥٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ـ