فاستجلب رضاه ، وأعاد لقلمه الأشغال التي أخذها الدفتري منه (١) ..
وله مقطوعات في مدحه أيضا.
الوالي مصطفى نوري باشا
كاتب السر
وجهت ولاية بغداد إلى عهدة هذا الوزير في غرة ربيع الأول من سنة ١٢٧٦ ه. ودخل بغداد في ١٢ شعبان سنة ١٢٧٦ ه (٢).
قال في مرآة الزوراء : «كان السبب في شلّ حركة الحكومة. لا يستطيع أن يكتب اسمه ، ومع هذا يعرف بـ (كاتب السر) فأدى نصبه إلى سلب الأهلين ومالية الدولة. ورد بغداد. وكان لا يعرف إلا الأكل والبلع مادة ومعنى ، فهو شغله الشاغل ، وفي أيام حكمه نحو ١١ شهرا أضرّ بمالية الدولة نحو ثلاثين ألف كيس بلا مبالغة. وكان كتخداه محمد باشا الميرميران واسطة الرشوة. كان لا يتأخر عن الأخذ من مجيدي فضة واحدة إلى ألفي كيس ، وصار قدوة الموظفين في الارتكاب .. وأخبار هؤلاء كانت تلوكها الألسن في المجالس والمحافل ، وحكاياتها تنقل إلى مسامع العالم بواسطة الجرائد .. الأمر الذي دعا إلى أن ترسل الدولة سليمان بك أحد الأمراء العسكريين للتحقيق عن أحواله ، فجاء بغداد ، وفي مدة قليلة أتم مهمته وعاد إلى استانبول .. فكانت النتيجة أن عزل .. فأنقذت مالية الدولة من النهب ، ونجا الأهلون من الارتكاب والغارة ..» اه (٣).
وهنا لا ننس أن الأستاذ سليمان فائق كان عارفا بأحوال الولاة
__________________
(١) ديوان العمري ص ٤٣٠ و ٤٢٧ و ٤٢٨.
(٢) التاريخ المجهول ومجموعة الآلوسي رقم ٢٥٩١.
(٣) مرآة الزوراء ص ١٤٠.