والموظفين. ينطق بالكثير مما لم تتيسر معرفته لمن كان خارج الوظيفة ، أو لم يكن بوظيفة مهمة تستدعي الاطلاع. سرد أحواله .. وأشار إلى ما هنالك من إسرافات ، وبين أن من جملتها ما كان يعطى إلى الوالي من المصاريف السفرية. وهي نحو ألفي كيس ..
البو محمد ـ العمارة
في أيام هذا الوزير أظهر الشيخ فيصل رئيس عشائر البو محمد في لواء العمارة العصيان على الحكومة وكان ذلك اعتمادا على ما حصل بيده من المدافع بواسطة بعض الأمراء الإيرانيين. فعند ذلك أرسل الوالي للتنكيل بهم وتأديبهم أمير اللواء محمد باشا الديار بكري ومعه من الجنود النظامية والهايتة مع المهمات والمدافع وغيرها الشيء الكثير. فأتى إلى المحل الفاصل بين دجلة ونهر الچحلة (الكحلاء).
وكان البو محمد جمّا غفيرا ، فرماهم أمير اللواء محمد باشا بالبنادق والمدافع وفرق جموعهم ، وأنزل الجنود والعساكر في محلهم واتخذه مقرا للأردو أي الفيلق. وإلى الآن يدعو عشائر العمارة ذلك المحل بـ (الأوردي).
فرّ الشيخ فيصل وقومه إلى المحل المسمى بـ (الزير) الواقع على الچحلة وفي وسط أهوار العمارة. وله فيها حصن حصين (قلعة). وفي أطرافها قرية. فلما علم بذلك أمير اللواء ساق الجيوش خلفهم وحاصرهم في قلعتهم واستولى عليها وأخذ المدافع التي بأيديهم وغنائم كثيرة جاء بها إلى بغداد (١).
__________________
(١) تاريخ الشاوي ص ٤٢. وجاء ذكر البو محمد في كتاب عشائر العراق ج ٣ ص ٦١ وفيصل هذا هو ابن خليفة وكان لا يزال في قيد الحياة أيام مصطفى نوري باشا. وما جاء في (موجز تاريخ عشائر العمارة) من أنه توفي سنة ١٢٧٢ ه فغير صواب (ص ١٨).