الأستاذ سليمان فائق أن يحضر إلى بغداد ، ويتدخل في البين ليتمكن من إفراز بعض المواطن عن دائرة الالتزام فيخدم الحكومة. ولكنه لم يؤذن له ، والظاهر أن السبب في ذلك أن بعض هؤلاء لا يرغبون في مجيئه ، لأنهم يريدون بقاء المشيخة للاستفادة منها.
وضعت المشيخة بالمزايدة ، وزاد البدل عن ذي قبل ، وفصلت بعض الأماكن فتقررت المشيخة لعهدة ناصر باشا ، وسحب فهد بك عن العمل .. ومن ثم جعلتها مناوبة ، ومن طبعها أن تولد مزاحمة والملحوظ أن المواطن المفرزة في هذه المرة وإن كانت كثيرة العدد لكنها في الحقيقة أقل سعة .. مما دعا إلى تحامل سليمان فائق ، فبيّن أن ذلك جرى استفادة من غيابه ، وبجهود من المنحازين لناحية الشيخة .. والصحيح أن الحكومة رأت لزوم ترك الأراضي في نطاق المشيخة ، ووجهت رتبة مير ميران لكل من ناصر باشا وفهد بك. وكانت أعرف بالمصلحة.
ولا شك أن الفشل في القضاء على إمارة المنتفق كان كبيرا ، فاضطرت الدولة إلى إبقاء الحالة على ما كانت عليه.
أوضاع سياسية :
كانت ولاية هذا الوزير تمتد حتى نجد والحجاز واليمن .. وفي خلالها قام ببعض الأعمال المهمة ، إلا أن الغربيين كانوا يشنعون عليه. يدعون أنه حرض على ذبح النصارى في جدة ، وأنه عامل القناصل بقسوة مما يعد أكبر دليل على شدة تعصبه على المسيحيين والأجانب ، ويقول الفرنسيون إنه يعطف على القنصل الإنكليزي أكثر من الفرنسي ويذكرون أنه حدثت للمسيو پليسه القنصل الفرنسي عدة حوادث كانت بينه وبين الوالي. منها أنه قدم إلى بغداد الكونت پرتوي راغبا في إنشاء خط مواصلات بين بغداد والشام ، ورافقه في سفره أحد مشايخ عقيل