على كل شيء ، واعتقد أنه في إخلاصه لها سوف لا تبدل به غيره ، ولا ترضى أن تقدم عليه غيره .. فكان من نتائج ذلك أن تشوش عليه أمره من جهة عشائره .. ومن جهة أخرى أن الحكومة نفضت يدها منه ، ولم تراع خدماته لها ..
جاء منصور بك إلى ما يبعد عن البصرة نحو ساعتين أو ثلاث ، فأخبر القائممقام أنه يقبل الدخالة على الحكومة ، ويشترط أن تبقى له رتبه ، وأن تعاد إليه أمواله .. فأبدى له القائممقام أنه ليس من المناسب ذكر هذه الأمور أو البحث فيها. لأن ذلك تذكير لهم بها .. فلم تحصل ثمرة وأصر على مطلوبه فاضطر القائممقام أن يكتب برقيا بذلك ، فورد الجواب بأن الدخالة تنافي الشرط ، وإنما هو مأذون بقبول الدخالة بلا قيد ولا شرط ، فلم يوافق ، وعاد من طريقه ..
ثم تعهد فهد بك أنه يلقي القبض عليه ، وطلب أن يشاركه القائممقام ، ويتحرك طبق إشعاراته وإشاراته ... ومن ثم تخابر سليمان فائق مع فهد بك وتأمينا للقيام بالعمل أرسلت فرقة تبلغ نحو الألفين إلى مواطن معينة ، فلم يظهر له أثر ...!!
إن منصور بك تمكن أن يعيش عيشة البداوة لمدة سنة ، ولكنه لم يطق صبرا أكثر. ولم يتحمل شظف العيش ، والحياة البدوية ، ناله عناء فقبل الدخالة بلا قيد ولا شرط. أبدى عزمه على التسليم ، وأرسل خبرا إلى سليمان فائق يستشفعه ، فعرض هذا بدوره القضية مرة أخرى وأخبر ببرقية أن منصور بك قبلت دخالته ، فورد إليه الأمر بلزوم استصحابه والمجيء به إلى بغداد ، فسار القائممقام توّا إلى بغداد ومعه منصور بك معززا مكرما وبوقار لا مزيد عليه ..
والحاصل أن مشيخة المنتفق بقيت بيد فهد بك ثلاث سنوات ، فانتهت مدة الالتزام فدعي إلى بغداد للمزايدة .. وفي انتهائها أراد