إليه من القتل وخاطر بنفسه دونه .. فسعى أن تراعي الحكومة منصور بك تجاه أعمال فهد بك الذي كان ينسب خذلان أوامرها إلى منصور بك ، وتجعل ذلك وسيلة للمعذرة .. وكان الوالي آنئذ نامق باشا الذي لا يجازف في الصفح. فتمكن من استمالته ، وبين له الحالة ، وأن تقريبه مما يدعو إلى محسنات ...!!
وعلى هذا أعطاه الوالي الأمان ، وقبل دخالته ، وكان على وشك أن يتم الأمر إذ استرق فهد بك الأخبار البرقية ، فعرقل أمر القبض عليه ، وإتمام الحيلة في حقه ، فانتصب له ، وسلب راحته .. وقال : إني عازم على القبض على منصور بك ، وقد ضيقت عليه كثيرا ، فإذا مال إلى البصرة فينبغي التضييق عليه من هناك أيضا ، فكتب إلى نامق باشا من جهة ، ونصح منصور بك من جهة أخرى وأخبره بأنه حريص عليه ، ومراع مصلحته وأن هؤلاء الروم أهل مكر وخديعة وأصحاب دسائس وغدر ، وأنتم أعرف من غيركم بهم .. وهم كما يقولون يصيدون الأرنب بالعربة (يريد أنهم يطاولون حتى يظفروا) ، فلو قبضوا عليك أعطوك الأمان بشخصك. لا يتجاوزونه ، وإذا عفوا عن العقوبة فلا يشمل ذلك أملاكك ورتبك .. فلا تدع الحيطة ، وكن في يقظة من التثبت ثم سلّم نفسك ...!!
أوصل إليه هذا الكلام ، وشوش عليه أمره .. وكان منصور بك يعد من دهاة العرب ، وأكابر رجالهم إلا أنه كان في أمر محافظة حقوق قبيلته قد عدل عن الطريق السوي ، واتبع الهواجس النفسية ، والوساوس فكانت نتيجة ذلك أن تركه أقاربه وإخوته وصدوا عنه ، فصار وحيدا يلتمس نجاته ، وشاهد أمورا لم تكن في الحسبان ، ولا يؤمل وقوعها ، ولم يبق له اعتماد ووثوق من الناس ..
كان من دهاة العرب ولكنه التزم جانب الحكومة ، وظن أنها قادرة