لبغداد والحجاز ، وفي صفر سنة ١٢٦٩ ه أضيفت إليه ولاية بغداد ، وفي ذي القعدة سنة ١٢٦٩ ه صار مشير المدفعية باستنبول ، وهكذا نال مناصب عديدة .. وفي ربيع أول سنة ١٢٧٨ ه انفصل من منصب (سر عسكر) فعاد ثانية إلى ولاية بغداد ومشيرا للعراق والحجاز ، وفي ذي القعدة سنة ١٢٨٤ ه عاد سر عسكرا ، ثم صار ياور أكرم (المرافق الأكرم) ، ودعي بـ (شيخ الوزراء) ، وتوفي في ٢٢ صفر سنة ١٣١٠ ه ، وكان يتقن العربية والفرنسية والإنكليزية وهو شجاع ، صادق ، ومستقيم ، إلا أنه ممسك في بيته ، ويعد من العقلاء الكمل (١).
ولاية
تقي الدين باشا
دخل بغداد يوم الأربعاء ١٧ ربيع الأول سنة ١٢٨٤ ه ، وكانت ولايته قصيرة الأمد ، ومن الصعب جدا أن يتمكن المرء من إدراك حالة القطر في سنة أو سنتين ، بل لم يتجاوز السنة الواحدة. ومن الغرابة أن نرى في كل وال الأهداف التي يرمي إليها بارزة ، نشاهد صفحات جديدة ، وسياسة مخالفة لما كان عليه سابقه وهذه ذات اتصال بتجدّد للمحيط يستدعي التحول في السياسة والإدارة فهل ذلك عن حكمة أو كان ناجما عن نفسية الولاة؟!! لا أعتقد أن هذا الوالي ولا غيره من الولاة يتحرك بما يوجبه الوضع وإنما يجري على نهج اختطته دولته ليمضي بموجبه ... وهذا يظهر منه بعد حين. وقد اعتاد الأهلون أن يدركوا خطته بسهولة. وهي ما أمر به ليسير بمقتضاه.
والغربيون يذكرون له حادثا يعدونه من الغرابة بمكان وهو أنه حدث بينه وبين موسيو (پليسه) قنصل فرنسا شيء مؤداه أنه كان قدم
__________________
(١) سجل عثماني ج ٤ ص ٥٤٠.