المنتفق :
هذا الوالي تعاطى أمرا شغل بال الحكومة مدة ، وهو أمر المنتفق ، وأن عمل الوالي كان يجري تبعا لسياسة المركز ، وخططه في إنهاء هذه المعضلة بتدابير منوعة. حبط بعضها ، ولا يزال البعض الآخر تحت التجربة. ولذا نرى الوزراء يراعون تارة اللين ، وطورا الشدة ..!
قوى الوالي أمر منصور باشا في عهده ، فنلاحظ أن الولاة تناوبوا في تعهد كل وزير منهم واحدا من شيوخ المنتفق .. ليكثر التنافر ، ويقوى الخلاف. ولكن الأستاذ سليمان فائق عدّ إبقاء الحالة السابقة في إقرار المشيخة دون القضاء عليها بلاءا على العشائر وخرقا في الولاة ، والسبب كان من الدولة بإثارة القلاقل وتوليد الضعف فيها من جهة ، وتزييد المقرر في المزايدة مع اقتطاع قسم من الأراضي مما جعل العشائر تفرّ من الظلم وتذهب إلى الحويزة. والرجل لا يريد سوى تمكين سلطة الحكومة فملأ الجرائد والصحف في استنبول بالتنديد بأمور المنتفق وتوجيه الأنظار للقضاء على إمارتهم ببيان قسوتها ولم يفصح عن النواحي الأخرى.
ومن ثم أنحى باللائمة على تقي الدين باشا لأنه أبقى الحالة في (مشيخة المنتفق) كما كانت ، فأقرها ولم ينظر إلى ماهية التوجيه إلى منصور باشا ، ولا إلى الاقتطاع ، ولا إلى زيادة بدل الالتزام ..!
كل ذلك يصح أن يعد من أعظم أعمال الدولة في التمهيد للإلغاء. قام بذلك الوالي أيام حكومته .. فأغفل الأستاذ أمره ، وهو من الأهمية بمكان. ويهمنا كثيرا أن نوضح هذه الأمور لنعلم ما أريد بنا أو يراد بصراحة.