(متصرفا) وهو ناصر باشا ورجّح على غيره. وأعلن للأهلين ما كانوا عليه في السابق ، وما سينالونه في الحاضر .. وأمر الموظفين أن يمضوا إلى محل وظيفتهم ، وأرسل من الجيش سريتين من المشاة وسريتين من الخيالة وهي فرقة ضبطية وجعل برفقتهم رئيس فوج (طابور أغاسي) ، وقسم لواء المنتفق إلى أربعة قائممقاميات ، وعين الموظفين بالتدريج.
وكان أمل الحكومة أن تتخذ (سوق الشيوخ) مركز اللواء إلا أن وخامة هوائها منعت من ذلك فتقرر بناء مدينة باسم (الناصرية) في محل معتدل ، وأن تكون طرقها واسعة بمقدار ٢٥ ذراعا وأن تكون في وسط اللواء ، فوقع الاختيار على المحل الموجودة فيه اليوم .. وتقرر إنشاء دار للحكومة وجامع وأبنية أخرى ، وبهذا صار يتقرب الأهلون للحضارة والمدنية ، فشرعوا في هذا الأمر (١) .. جرّبت عين ما كانت جربته في بابان .. وكان أمل نجاحها كبيرا.
وأعلن بيان هذا مفاده :
«أيها المشايخ والأهلون في ديرة المنتفق!
أنتم جميعكم من تبعة الدولة .. وأراضيكم قابلة للعمارة أكثر من غيرها. وقد بقيتم محرومين من الراحة والرفاه والأمن والدعة والعمارة مما ناله الأهلون في المواطن الأخرى ، وصرتم في حالة ضيق وعناء .. من جراء الالتزام والرسومات التي تؤدونها وكان من اللازم تطبيق الشريعة فيما بينكم ، فصار يراعى النكال ، فيؤخذ من القاتل ألف شام وهكذا من يتعدى على العفاف يؤخذ منه (الصيحة) ، مثل هذا شأن (الداودية) (٢) ، كما أنه تجري المصادرات .. مما لا يرضى به السلطان ،
__________________
(١) الزوراء عدد ١١.
(٢) تؤخذ من البيوت بالتوزيع عليهم وهي بمقام البيتية. ويقال لها (القلمية).