أسلحتهم ، وأعدوا العدة للثورة والعصيان ، وصار يسمع صوت الطلقات النارية. هوسوا في كل مكان ، وصاروا يتجولون في الطرقات ، ويأتون بعض الأعمال من نهب وسلب وما ماثل. تأهبوا للهجوم على محلات اليهود والنصارى وصاروا يعيثون بها ، فحاولوا أمثال هذه المحاولات ..
وفي الأثناء اعترض مدحت باشا أمر استقالته من منصبه. وذلك أنه كان كسائر الولاة يتعهد إدارة الجيش والنظارة عليه ، ولزوم إجراء الإصلاح فيه ، وعلى هذا الأساس قد قبل بمنصب بغداد ، فعارض السر عسكر (وزير الدفاع) حسين عوني باشا بهذا الأمر المعتاد ، ففصل الجيش عن سلطة الوالي وإدارته ، فبلغ الوالي هذا الخبر ، وأنه جرى بإغراء من بعض المغرضين فعهد وزير الدفاع بأمر الجيش إلى رئيس الفيلق سامح باشا .. ومن ثم رأى الوزير أنه لا يستطيع القيام بالمهمات المطلوبة منه بهذا الوجه ، فطلب أن يعفى من منصبه ، وأن الاضطراب من أجل القرعة وقع بعد ذلك وكان الأولى أن يتولى سامح باشا تسكين ذلك دون أن يتدخل مدحت باشا .. ولما كان هو الذي قام بأمر القرعة رأى أن التهاون في تسكين الفتنة سيؤدي إلى نتائج وخيمة ، وربما وقع مثل ما حدث في الشام ..
وحينئذ لم يضع الوقت ، فمضى توّا إلى القشلة (الثكنة) حينما سمع بالخبر ، وجهز جيشا لحفظ محلات اليهود والنصارى ، ولمحافظة القنصليات ، فأرسل المقدار الكافي من الجيش ، وقطع المواصلات بين الرصافة والكرخ حذرا من الاتصال وأن يهيج الكل معا ، وكذا أحاط المدينة بجيش الخيالة لمحافظتها ، وللقبض على الفارين من الخدمة العسكرية ..
وإن محلة الشيخ عبد القادر ، ومحلة قنبر علي كانتا في مقدمة الثوار فأرسل الوزير أربع سريات من العسكر إلى محلة الشيخ مع مدفع