تحت قيادة اللواء سامح باشا ، وشاكر بك ومثلها أرسل إلى محلة قنبر علي مع اللواء فيضي باشا ، وزودوا بما يلزم من الأوامر الشديدة وخولوا كل صلاحية ..
فلما رأى الأهلون عزم الحكومة ودرجة الاهتمام ، وحسن التدابير ، تفرقوا ، فلم يجد الجيش ضرورة لاستعمال السلاح ، وأسكنت الفتنة ، وقد ألقي القبض في الليلة التالية على جملة من الأشخاص يبلغ عددهم ١٨٠ نفرا ، فمن كان من هؤلاء الأشقياء يدخل أسنان الخدمة العسكرية أخذ بلا قرعة ، والباقون أحيلوا للتحقيق عن أحوالهم وإجراء محاكمتهم ..
ومن ثم أجريت القرعة ، وأخذ من أصابته دون أن تحصل للجيش مقاومة أو معارضة فكانت هذه مقدمة أخذ القرعة في الألوية دون العشائر لأنهم أغفل أمرهم ، وأعفوا. فمضت بلا زعازع ولا أدت إلى حرب أهلية مع الجيش .. كما كان يظن .. فحصل الهدوء بلا تلفيات ولا وقوع في مأزق حرج ..
وعلى كل حال انتهت أمور القرعة ، وتأسس التجنيد ، فكانت تلك البذرة الأولى وكان الولاة قبل ذلك قد تعبوا في تنفيذ الخطة. لقيت صدمة في أيام مدحت باشا إلا أنه ذلّلها (١).
ومن مجموعها يتلخص ما وقع ، ويعرف ما جرى ثم إن المقبوض عليهم تجاوزوا (٢٠٠) وإن الذين هم ضمن الأسنان العسكرية نحو ١٠ أو ١٥ وكانت المحلات التي شاغبت هي محلة الشيخ وقنبر علي ومحمد الفضل (٢).
__________________
(١) الزوراء عدد ١٢ وفي ٢٣ جمادى الأولى سنة ١٢٨٦ ه ومذكرات مدحت باشا وفيها تفصيل.
(٢) الزوراء عدد ١٤.