مراع للإقامة في العراق صيفا وشتاء بناء على طلب محمد بك رئيسها ، وكان صاحب دراية وعقل .. وله رغبة أكيدة في إسكان هذه العشائر وأن تتوطن بأن تتخذ القرى سكنى لها ..
تعهد للحكومة بهذه المهمة ، وأن تقوم عشائره بأمر الزراعة ، وأن تفوض الأراضي في الطابو لعشائره ، وأن تكون لكل عشيرة قطعة .. وعلى طلبه هذا رأت الحكومة لزوم تقريب العشائر من الحضارة ، وأن تأخذ بناصر الراغب حبا في العمارة فقرر مجلس الإدارة قبول ذلك وعرضه على الباب العالي ، فلم يتم أمر (١).
دار الحدادة
إن الوالي الأسبق رشيد باشا الگوزللكي كان قد أوصى من أوروبا بشراء عدة مراكب بخارية. وآلات زراعية لبغداد ، وكذا بما يلزم لها من المعامل من طورنه (تورنه) ومقراض ومثقب وما ماثل تشتغل بواسطة ماكنة بخارية فاتخذ بمحل خاص بجانب الكرخ عرف بـ (الحداد خانة) أو (دار الحدادة).
وكان هذا المعمل يشتغل منتظما ، وبعد مدة طرأ عليه خلل ، حتى تزايد العطل فأهمل تماما.
وفي أيام نامق باشا التزم تكثير السفن البخارية ، فأوصى إلى أوروبا بما يلزم من العدد ، فوردت البصرة وبلغ ما هنالك خمسة مراكب بخارية ، تشتغل بين بغداد والبصرة ، وكذا اشترى بضع قطع صغيرة أيضا ، فاقتضى أن لا يبقى هذا المعمل معطلا فأمر مدحت باشا مسعود بك رئيس النافعة أن يقوم بتنظيف الآلات والأدوات فيه وأن يجعلها
__________________
(١) عشائر الجاف فصلت أحوالها في كتاب (عشائر العراق) ج ٢ ص ٤٤.