أراد الأمير أن يصلح إدارته ويتم سلطته على أنحاء نجد. ولذا عدل عن التعرض إلى ما بيد الدولة فلا يكون سبب الحروب.
وفي سنة ١٢٨٢ ه توفي الأمير فيصل. وفي المصادر العراقية أنه توفي سنة ١٢٨٤ ه ولعله لم يرد الخبر إلى العراق إلا بعد أن حدث انشقاق بين أولاده. وكان النشاط سائدا في أيام فيصل ودخلت الاحساء في حكمه. فلما مات تولد النزاع بين أولاده. وكانت الدولة العثمانية أيام مدحت باشا تسعى في تنظيم الداخل ، والتأهب للاستفادة من الانشاق الحاصل بين أمراء نجد للاستيلاء عليها والقضاء على إدارة آل سعود ، فلا تترك البلاد وشأنها حتى يتغلب أحد المتخاصمين ، بل لم تحرك ساكنا لو لا أن التجأ إليها أحد المتنازعين ..
كان مدحت باشا يرقب الحالة في نجد وصار يجهز جيشا إلى الاحساء ، ويحاول أن يجعلها تحت إدارة الدولة ..
والأحساء كانت من أيام السلطان سليمان القانوني في يد الدولة وبقيت في إدارتها مدة. فصارت بيد بني خالد ، فانتزعها آل سعود منهم.
ومر بنا ذكر ذلك في المجلدات السابقة.
ثم جرى على آل سعود ما جرى. كان قد هاجم إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر ربوع نجد ، وخرب الدرعية ، وضبط الأنحاء المجاورة لها ولم تستطع الدولة القيام بإدارتها لضعف مستغلها. ومن ثم دخل في طاعة الدولة الأمير فيصل ، وبقي مسالما لها. منقادا دام على الصفاء حتى توفي. وكان ابنه الأمير (محمد) حاكما على المنطقة الشمالية وابنه الآخر (سعود) أميرا على الخرج والأفلاج ، وابنه (عبد الله) أميرا في الرياض. وكان ولده الصغير الأمير (عبد الرحمن) بجانب أخيه الأمير عبد الله.
ومن ثم تولى الإمارة (عبد الله) إلا أن أخاه سعودا عارضه