واستولى على الأحساء قبل أن يصل المدد لنصرة أمير الأحساء فأدى الأمر إلى أن نشبت معركة طاحنة بين الأخوين عام ١٢٨٨ ه ـ ١٨٧٠ م وكانت خسارة الطرفين كبيرة لا سيما أضرار الأمير عبد الله.
وحينئذ يئس الأمير عبد الله من النجاح فمال إلى الوزير مدحت باشا والي بغداد فأرسل معه جيشا بقيادة نافذ باشا فاحتلها وصارت طعمة سائغة للدولة العثمانية. ورجع الأمير عبد الله بصفقة خاسرة ووقائع الأحساء ونجد متصلة بالعراق من تاريخ ظهور المبدأ الوهابي (عقيدة السلف). وتوالت الأحداث إلى أن تم الاستيلاء على الأحساء (١).
استفادة الدولة من النزاع فاستعانت بأحد الطرفين للتدخل في أمور الأحساء ، فكان هذا الحادث قد وقع أيام مدحت باشا.
قالوا : حاول سعود أن ينال إدارة نجد ، فذهب إلى الهند ، وبمعاونة من الانكليز فقام الأمير عبد الله الفيصل في وجه أخيه سنة ١٢٨٦ ه ، فتغلب سعود عليه ، وضبط الأحساء وما والاها ، فتمكن جيشه في الهفوف والمبرز (الأحساء) ، وفي القطيف ، وفي المواطن الأخرى ، وتوجه نحو الرياض. ولم نر ذكرا للإنكليز في المصادر السعودية عن هذه المعاونة. والظاهر أنها دعاية وتشنيع.
وبقي عبد الله الفيصل بلا نصير ، فكتب إلى مدحت باشا يطلب المساعدة ، والأخبار الواردة تنبىء أن سعود الفيصل كان مدبرا وشجيعا لا يوازيه أخوه.
وفي الوقت نفسه كشف الوزير عن الحالة ، وما يقتضي
__________________
(١) تقرير تاريخي في نجد وملحقاتها ص ١٧ مخطوط عندي نسخة منه بخطي. ولم أقف على اسم مؤلفه.