باشا. كان لا يعرف للراحة طعما ، فهو في شغل دائب وفكر مستمر ولم تمض من هذه السنة إلا مدة شهرين حتى عزل في أوائل ربيع الأول سنة ١٢٨٩ ه (١) ـ ١٨٧٢ م في ٢٣ مايس. وفي ٢٧ منه خرج من بغداد وذهب من طريق النهر والبحر إلى استنبول.
وجاء في جريدة (الروضة) البغدادية أن مدحت باشا بقي في ولايته ثلاث سنين وواحدا وعشرين يوما (٢).
وفي برقية من الوالي اللاحق رؤوف باشا أنه في ١٠ مايس الرومي وصل إلى بغداد وباشر عمله وفي برقية أخرى جاء أنه نظر في الدور والتسليم ، فلم يجد خللا في الحساب بل انتظاما. وأنه أي الوالي السابق سوف يذهب غدا من طريق النهر إلى أزميت ومنها إلى استنبول. أرسل البرقية في ١٣ مايس سنة ١٢٨٨ أي أنه ذهب من طريق البحر إلى استنبول في ١٤ مايس سنة ١٢٨٨ رومية.
لم يجد خللا في أعماله ولا ما يوجب مسؤولية في عمل. وأن ماليته متقنة. وأن رؤوف باشا أثنى عليه أو لم يجد ما يدعو إلى التقول في أعماله بل هي متقنة سالمة.
وجاء في تبصره عبرت أنه خرج من بغداد في مايس سنة ١٢٨٨ وبهذا طويت صفحة أعماله من بغداد ، كان يذكر فيشكر ، نال مكانة مهمة فيها ولا تزال أخباره تدور على الألسن ..
مكانة الوزير وأثره
بعض الولاة لا يعرف تاريخ وروده ، ولا وقت ذهابه ، ضاعت عنا
__________________
(١) صوك صدر أعظملر ج ٢ ص ٣٢٤.
(٢) روضة عدد ١٠ وفي ٨ شعبان سنة ١٣٢٧ ه. وهذه المجلة للأستاذ المرحوم عبد الحسين الأزري.