العلاقات مشهودة ومقررة في معاهدات. فإن قناصل الإنكليز ، وقناصل فرنسا لا يزالون يتوالون. وكان يسمى القنصل بالمقيم (رزدنت) ، و (باليوز) وهذا اللفظ إيطالي وشاع عندنا (١) ، ثم تكونت القنصليات أو تحول اسمها إلى قنصلية وشاع كذلك في هذا العهد.
ويصعب بيان العلاقات. فإنها كانت ضعيفة إلا أن الإنكليز تعهدوا سير البواخر ، والاتصال بالهند بخطوط البرق ، وبعض الخصوصات وكانت تجري بهدوء. وللقنصليات اتصال بالحفريات أيضا.
والعلاقات بالدولة العثمانية بواسطة سفراء قديمة. مرّ بنا في المجلدات الأولى للعهد العثماني بيان بعض المعاهدات. وهي خير ما يعين الصلات ، وهذه تخص تاريخ أصل الدولة. وفي الولايات مثل بغداد كان المقيم (رزدنت) ويقال له (باليوز) أيضا. ولم يجلب العراق انتباه الأجانب في مثابة واحدة ودرجة متساوية. وإنما تفاوتت العلاقات. وكان في هذا العهد النفوذ للقنصليات الإنكليزية والفرنسية. ونرى التزاحم بينها كبيرا إلا أن الإنكليز يراعون الجهة العملية والاستفادة من استغلال الأوضاع ، والفرنسية تريد الأبهة ، وأن ترى الاحترام الرسمي. وآثار الإنكليز مشهودة كما أن الفرنسيين أخفقوا في قضية الطريق البري بين الشام وبغداد وشرعوا في العمل ، فلم تدعهم الدولة ولم تفسح لهم في العمل وأن قرب فتح قنال السويس مما أحبط المشروع تماما. ويرى تدخل الدولتين مشهودا. ولم نشاهد لغيرهما أثرا. وكان مندوب الروس والمندوب البريطاني في قضية تحديد الحدود بين إيران والعراق ذوي تأثير كبير ...
__________________
(١) لفظه الأجنبي Baylos كما في مباحث عراقية ج ١ ص ٣١ الهامش. وفي رحلة المنشي البغدادي باليوز ومقيم وورد في دوحة الوزراء بهذا اللفظ (باليوز). وتاريخ العراق بين احتلالين ج ٦. وفي قاموس شمس الدين سامي (باليوس) أو (باليوز) وضبطها Balioz balios من الإيطالية Balio.