بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. (وبعد) فهذا التاريخ يتلو عهد المماليك مباشرة ويتناول أيام العراق من عهد علي رضا باشا اللاز إلى آخر زمن مدحت باشا وفيه حوادث ومشاكل عانى منها ما عانى وتهم معرفتها. وهو مليء بالأحداث العظيمة القريبة. ومن الضروري التوسع فيها لتكون أمكن في المعرفة والعلاقة بها أجل. وإذا كان العراق لم يهدأ في وقت من توالي الوقائع وتنوعها. فالحاجة ملحة بنا أن ندرك ماضينا القريب لمساسه بشؤوننا التي لا نزال نتحدث بها ، ونذكر ما جرى من غرائبها ومهماتها.
نظرة عامة
هذا العهد يبدأ من سنة ١٢٤٧ ه ـ ١٨٣١ م وينتهي بانتهاء ولاية مدحت باشا سنة ١٢٨٩ ه ـ ١٨٧٢ م. ومن ذلك يتكون قسم كبير من تاريخه الحديث. دخل العراق في عهد جديد زالت به إدارة المماليك ، وصار يعتقد الخير كله في هذا الانتقال والتحول ، فلم يلبث أن تقلصت آماله ، بل شعر بالخطر ، ومن ثم استعصى على الإدارة أمره وشمس عليها أو جمح جموحا لا هوادة فيه. فجعلها في ريب من أمرها. ارتبك الأمر في المدن ، واضطربت الحالة في العشائر ، ودخلت الأمة في جدال