والألف في (كلا) عند سيبويه بدل من الواو (١) ، لأن أصله (كلو) تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلبت ألفا ، وقال الفارسي (٢) هي بدل من الياء لسماع الإمالة فيه و (كلتا) الألف للتأنيث والياء مبدلة من الواو التي أبدلت ألفا في (كلا) ، كما أبدلت في (بنت) و (أخت) ، والأصل (كلويّ) (٣) على وزن فعليّ وقال الجرمي : (٤) التاء للتأنيث وتقدمت على الواو على غير قياس ووزنها فتعل ، وضعف بأنه عديم النظير.
قوله : (مضافا إلى مضمر واثنان) هذا مذهب البصريين أنه إذا أضيف إلى مضمر كان بالألف في حالة الرفع ، وبالياء في حالة النصب والجر ، لأنه إذا أضيف إلى مضمر تأكدت فيه التثنية لفظا ومعنى ، فاللفظ ظاهر ، والمعنى أنها اكتنفته التثنية أولا وآخرا ، وأما إذا أضيف إلى ظاهر لزم الألف في الأحوال الثلاثة ، وقال الفراء (٥) إنه لازم الألف في الأحوال الثلاثة سواء أضيف إلى ظاهر أو مضمر وعليه قوله :
[١٨] ألا ربّ حى الزائرين كلاهما |
|
وحى دليلا في الفلاة هداهما (٦) |
__________________
(١) ينظر الكتاب ٣ / ٣٦٤ ، وشرح المفصل ١ / ٥٥ ، وشرح الرضي ١ / ٣٢.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٣٢ ، ومن قال به فيما ذكره الرضي السيرافي في الصفحة نفسها.
(٣) اللسان مادة (كلا) ٥ / ٣٩٢٤.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٣٢.
(٥) أي لفظ اثنان ، ينظر معاني القرآن للفراء ٢ / ١٤٢ وما بعدها.
(٦) البيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس وليس في ديوانه ، وإنما نسبه العياني في (الموضح في تبيين أسرار معاني الموشح) صفحة (٣٢) وقال في هامشه : وأنشده الفراء في معانيه مع بيتين ـ آخرين ، ولكنني بحثت عنهما في معاني الفراء فلم أجدهما فيه وهي كما ذكرها العياني :
فيا رب حي الزائرين كلاهما |
|
وحيّ دليلا في الفلاة هداهما |
وليتهما ضيفاي في كل منزل |
|
مدى محتوما علي قراهما |
وليتهما لا يقطعان مفازة |
|
ولا علما إلا وعيني تراهما |