أولاد علي بن رسول وهم بدر الدين ، وفخر الدين ، وشرف الدين ، وأرسل بهم إلى مصر ، ولم يخش الملك المسعود على اليمن غيرهم لما فيهم من الشجاعة والإقدام وعلو الهمة (١).
ولما توفي الملك المسعود سنة ٦٢٦ ه أضمر نور الدين عمر بن علي بن رسول في نفسه الاستقلال ، ولكنه كان خائفا بسبب ما حدث لأخويه بدر الدين وفخر الدين ، فأظهر للناس أنه نائب لبني أيوب (٢) ، وحرص على التقرب للعامة لعلهم يكونون درعا له إذا غضب عليه بنو أيوب.
وكان أول أمر نور الدين عمر بن علي في زبيد ، فبقي فيها مدة من الوقت ، وطّد فيها دعائم حكمه ، وجعل يولي في الحصون من يثق به ، ويعزل من يخشى منه ، وتسلم صنعاء وأعمالها سنة ٦٢٧ ه وأقطعها ابن أخيه أسد الدين محمد بن الحسن ، ثم أخذ حصن تعز صلحا سنة ٦٢٨ ه (٣).
ولم يغير نور الدين عمر سكة ولا خطته إلا في سنة ٦٣٠ ه بعد أن وطّد حكمه واستصدر أمرا من الخليفة العباسي ـ الظاهر بن الناصر ـ فطار صيت نور الدين وعظم أمره (٤) ، ولقب بالمنصور.
وانته حكم المنصور في عام ٦٤٧ ه حيث كان قتله على يد جماعة من مماليكه وكانوا يحسنون الفروسية والرمي مالا يحسنه أحد ، وكان الأمير
__________________
(١) ينظر موسوعة التاريخ ٧ / ٥٣٢ ، وقرة العيون ٢٩٨.
(٢) ينظر قرة العيون ٣٠٠.
(٣) ينظر قرة العيون ٣٠٠.
(٤) ينظر موسوعة التاريخ ٧ / ٣٥١.